١٣ | بداية الرحلة

2.6K 203 45
                                    

«بسم ﷲ الرحمن الرحيم»

قبل كُل شيء، دقيقة حداد على أرواح شهداءنا في فلسطين، اقرأوا الفتحة وادعولهم.

_____________________

كتمتُ أنفاسي اطالعه بأعين مُتسعة، وفي المُقابل لم تهتز ملامحه الهادئة لوهلة بل وكأنه متوقع رفضي بالفعل، اكتفي فقط بابتسامة وخفض نظراته عن وجهي والان نلعب لعبة تبادل النظرات الصامتة حتى قرر أن يتساءل. "لِمَ؟"

ابتلعت رمقي، لِمَ؟
لأسباب كثيرة بحق سيد فالنتاين، أسبابٌ لن استطيع النطق بها لك؛ كي لا تفهمني بشكلٍ خاطئ، فلستُ بسيئة أنا فقط خائفة.

أرفض رفض قاطع، الشيء الأول لأنني أفعل كُل هذا لأجلي أنا، لأجل رؤية نجاحي يتوّج باسمي وكنية والدي، لكي أثبت لعائلتي أنني استحق هذه الكنية وليس بمساعدتهم بل بمجهوداتي الخاصة.

ثانيًا؛ لأن رالف فالنتاين ذو شعبية لا بأس بها في مجتمعنا، سيّطه كرجل أعمال قبل أن يكون مهندس فهي واسعة بالفعل في جميع أنحاء أوروبا، إذا شاركني لن يسمح اسمه المشهور أن يجاوره اسمي، بل سيكون اسمي مُجرد هامش يتم تجاهله ببساطة.. ليس أمام العامة لا اهتم بهم، بل أمام عائلتي.

نهايك عن الشائعة التي ربطت اسماءنّا قبلًا، الشراكة ستكون الشُعلة التي تشعل نيران الشائعات مرةً أخرى، وحينها لن يكفيني تكسير بعض الأطباق في مطعم آدم بل هدم شركة فالنتاين المعمارية فوق رأس رالف ذاتًا، لنكون أنا وهو من المدمرين.

لن ادع لقبه المدمر يتوجه فقط.

الأمر وما به أنني أقف عند الحافة، بالكاد استطيع دفع نفسي للمقاومة وعدم ألقاء نفسي في الهاوية، لذا على الأقل ليس الآن؛ لأنني بالكاد احاول توسيع رحابة صدري، تفهم وتقبل كُل شيء بروية وهدوء، ولن يحدث هذا إلا بترتيب أولوياتي.

"لأنني.." قاطعته قبل أن يكمل حتى، أي شخص في مكانه سيفكر بذات الطريقة، لكن هو فقط لا يعلم القصة كاملة. "لا، ما تُفكر به غير صحيح."

رفع حاجبيه يقترب مستندًا بمرفقيه فوق الطاولة، ويتساءل مباشرةً. "وما الذي أفكر به، هيڨين؟"

زممتُ شفتاي أتدارك سريعًا انحصاري في الزاوية، والحرارة دغدغت وجنتاي لأخفض وجهي سريعًا قبل أن يبزغ خجلي له، أجيب بنبرةٍ حاولت أن تكون واثقة وكأنني غير مهتمة. "أن رفضي يكون متعلق بمشاعرك."

ضحك، وضحكةً لطيفة ليست قهقه استمتاع بمشاكستي وليست ساخرة، بل ضحكةً لطيفة ودافئة بحق، غير حاكمة وليست لتضايقني، عينيه المبتسمة طالعتني ويتمتم بخفوتٍ متنازل. "حسنٌ."

ست خطوات للنعيمWhere stories live. Discover now