١٦ | الخطوة الخامسة.

6K 409 343
                                    

«بسم ﷲ الرحمن الرحيم»

قبل كُل شيء، دقيقة حداد على أرواح شهداءنا في غزة والسودان وادلب، اقرأوا الفتحة وادعولهم.

.
.
.

عنوان جانبي:
الخطوة الخامسة | التنفيذ.
______________________

_ ٢٧ من اكتوبر عام ٢٠٢٢ مـ

أنه يوم الاغتراب.

زممتُ شفتاي في مُحاولةِ بائسة لعدم البُكاء ومفارقة تِلك الأحباب، وصدق أو لا تصدق لقد عقدت السلام هذه الاجازة معهم بشكلٍ لا يُصدق مما جعل يوم الفراق صعب لا محال.

"أمي." همستُ بارتجاف لتضمني بين ذراعيها وتهمس لي هي الأخرى متأثرة. "لِمَ عليكِ المُغادرة، هيڨ؟ عودي للاستقرار معنا."

ربت أبي فوق ظهر أمي بتشجيعٍ ويبتسم في وجهي مؤكدٍ لي. "هيڨ تَفعل الصواب، لكن هذه المرة سوف تلجئ لنا إذا حدث شيء.. وصحيح مدفئة شقتك ان لم تُصلح استعدي للانتقال فورًا."

هدد بصرامة بشأن تغيير شقتي إذا بقت المدفئة معطلة طويلًا، اومأت له امسح دمعة وتكوب أمي وجهي بملامحها المتأثرة الدافئة ويتذمر ليون متضايق من هذه الدرامية. "بحقكم ليست ذاهبة للقمر! هيا يا هيڨ سوف تتأخرين على موعد طائرتك، هيا."

دفعته أمي متذمرة منه بمزاحٍ، ويربت أبي فوق رأسي يُملي علي بضع تعليماته الذهبية. "إذا احتجتِ أي شيء يا ابنتي لا تترددي في الاتصال بنّا، واذ لم يفلح مشروعك لا بأس، لكن كُل البأس عندما تغلقي على نفسك بابك وعدم اخطارنا بما تمرين به.. لا أرغب في سماع أخبارك من الخارج، سوف انتظرك أنتِ لتخبريني، حسنٌ؟"

استنشقتُ الهواء اقترب لمعانقته بينما أجيب. "حسنًا، سوف افعل."

ربت فوق ظهري دون معانقتي، ولا اعلم ما سبب استحياء أبي من معانقتي دومًا وكأنه يخشي ملامستي حتى لا اجرح، هذا قد يظهر كشيء قاسٍ، لكنني اعلم كم هو قلبه يرتجف فرحًا عندما ابادر لمعانقته رغم خجلي من ذلك أيضًا فـ لم اعتاد ذلك.

يا إلهي أرغب في قول الكثير لهذا الأب الذي لم افهمه طوال حياتي سوى تلك الأيام القليلة، لقد انعم علي بكثير من المعرفة ودون مقابل، دون بخل ونقص وقد اسمعني حقًا ما يجعلني وحش الاقتصاد كما يقولون.

ربت فوق رأسي كحركة معتادة منه يبتسم في وجههي، وتعانقني أمي مجددًا تقبل وجنتاي بقوة وتستنشق رائحتي بعمقٍ. "هاتفيني دومًا، لا تغلقي هاتفك، اثقلي ملابسك ولا ترفعي المدفئة كثيرًا، ولا تكثري من المثلجات حتى لا تصابين بالانفلونزا.. هيڨ، اعتني بنفسك يا ابنتي."

همست نهاية حديثها يائسًا عالمة أنني سوف افعل عكس ذلك تمامًا، ابتسمت لعاداتها التي لا تنتهي وذات الجمل التي اسمعها دومًا عند مغادرتي، عانقتها للمرة الأخيرة. "سوف افعل، لا تقلقي علي بعد الآن!"

ست خطوات للنعيمWhere stories live. Discover now