٨ | شائعة مواعدة.

2.5K 204 22
                                    

«بسم ﷲ الرحمن الرحيم»
_____________________

_ ١٩ من سبتمبر ٢٠٢٢ مـ

هل يمكنني الصراخ بعلوِ صوتي دون أن يجتمع سُكان الحي أمام شقتي بكُل فضولٍ؟

لم يسبق وان فعلتها، لكنني أريد فعلها الآن وبقوة.

احاول استيعاب أن الفتاة التي في الصور المنتشرة هي أنا، أنا هيڨين جراي يتصدر اسمي وتفاصيل عني على مواقع التواصل الاجتماعي لـ__ لـمُجرد تم مشاهدتي رفقة رالف فلنتاين؟

كسبق حصري لمواعدة رجُل الأعمال الشاب.

كيف سوف أذهب للعمل الان؟ كيف وانا يكتسيني الاحراج مِن رأسي حتى اغمص قدماي، وكأنه تم كشفي بالجُرم المشهود!

هاتفي لم يتوقف عن الرن مُنذ السادسة صباحًا، مُنذ متى وأنا بهذه الأهمية لدي عائلتي؟ مُنذ متى؟

أريدُ الصراخ.

الخبر انتشر مِثل اضرام النار في كومة قش، وكأنهُ الجميع ينتظر مِثل هذا الحدث مُنذ قرون، جولدي يقفز حولي يستشعر حالتي شبه المنهارة مِن رؤية الشائعات عني، رأي عام يتنقاله الجميع وكأنه لا شيء.

كيف سوف أذهب إلى العمل؟ كيف سوف استطيع النظر بثقة في أعين باقية الموظفون؟ لم أكن مؤهلة لهذه الوظيفة والجميع يعلم، ستزداد الشائعات عني هكذا، وأنا حتى لم أواعد السيد، لا يمكنني أن أحلم بهذا حتى.

لن أذهب يكفي ما رأيته مِن كلمات سيئة في حقي، ابتسمتُ بمرارٍ أنا حتى لستُ بفقيرة مُعدة كما قال البعض لكوني موظفة عادية، ولستُ عاهرة توددت له لكي يوظفها في شركته المُترفة، لستُ هذه ولا هذه.

شعور القهر والظُلم يتوسط صدري ولا استطيع نزع هذا الشعور، هذه غلطتي مُنذ البداية، أنا التي قبلتُ الذهاب معه، لكن مِن ناحية أخرى لم أكن لاتمالك أعصابي أمام آدم بعد كُل شيء، لقد أنقذني مِن موقفٍ اخر كان سيحفر في ذاكرتي، وقد كنت بحاجة لمَن ينقذني حينها.

السيد رالف لم تشوبه شائبة حتى في سمعته، هو مُحافظ ومصون لأبعد الحدود، لكن بسببي أنا__ بسبب ضعفي وخضوعي تسببت له في مُشكلةٍ، أراد مُساعدتي وفي المُقابل تأذي.

رفعتُ ساقاي اضمهم إلى صدري انتحب في صمتٍ كما أعدتُ دومًا عندما تصيبني ذائقةٌ تتدحرج دموعي فوق وجنتاي وكأنها الحل وهي فقط ستزيد ضعفي أكثر وأكثر مع كُل دمعةٍ تسقط فوق وجنتاي استشعر حجم المرار الذي تسببته لنفسي.

لم أصون نفسي ولم أفعل مع حولي، لقد كان مُحق بشأن سحب الأقربون لي لفشلهم كذلك.

ست خطوات للنعيمWhere stories live. Discover now