٧ | استغليني.

2.9K 224 42
                                    

«بسم اللّٰه الرحمن الرحيم»
______________________

_١٦ مِن سبتمبر ٢٠٢٢

"لا، لن ابتاع الخضراوات مِن السوق المركزي، لِنذهب إلى السوق المحلي بعدها، حسنًا؟" نبستُ ادفع عربة المشتريات وأنظر إلى عُلب الحليب بفضولٍ أي واحدة يجب أن اختارها؟

"مُنذ متى؟" استنكر مارك يفتح كيس مقرمشات ويتناول مِنه، تجاهلتهُ أنظر إلى اسعار عُلب الحليب، الكبيرة تُفسد في الاسبوع الثالث واصطر لالقاءها، أما الصغيرة تجعلني أجلب مِنها ثلاثة في الشهر وهذا يفوق ثمن الكبيرة، أما الوسط فهي الأفضل لن اهدر الكثير هكذا.

سحبتُ العُلبة اضعها في العربة وافتح هاتفي اضغط فوق مربع الحليب ليتم الشطب عليه، ويعاود مارك السير جواري متساءلًا بذات الاستنكار. "أين حياة الرفاهية؟ اليس الفارق بسيط بين سعر الخضروات في المركز التجاري والسوق المحلي؟"

كاد يسحب كيس رقائق البطاطس الضخم ليضعه في العربة خاصتي لاضرب يده واعيده مكانهُ وتتسع عينيه يُطالعني وكأنني كائن فضائي ما. "أنتِ لا تُعقلين!"

زممتُ شفتاي بضيقٍ ليس وكأن حياة الاقتصاد تستهويني، لكنني مُضطرة لِذلك. "اسمع! الأمر وما فيه أنني أريد تخصيص جزء مِن راتبي لبدء مشروعي الخاص، تَعلم تصميم الملابس وصناعتها، مشروع الأحلام، وراتبي ازداد بالفعل بعد تثبيتي في الوظيفة، لذا هذه الفوارق البسيطة سوف استطيع تكوين منها مبلغ يساندني دون الحاجة إلى أهلي."

"اوه!" نطق مارك بهذا فقط يضع أصابع المقرمشات في فمه بطريقة بطيئة بينما يطالعني بعينيه الزرقاء تِلك، هززتُ رأسي بيأس فرغم ذكاءه الحاد فـ هو يكون بكامل غباءه حولي، استرسلتُ عن خططتي. "كُل بنس سيكون داعم لي، احتاج مبلغ مالي مُحدد لبداية صغيرة، ولكي استطيع التقدم لاخذ قرض، ثم جذب المستثمرين، وهذا لن يحدث إذا ظللتُ أبذر راتبي على الكثير مِن الأشياء التي أقول عنها رفاهية، يمكنني التنازل عنها في الوقت الراهن، لكي احصل على حياة الرفاهية الحقيقة، مارك."

رمش مارك ببطء يتناول مقرمشاته بصمتٍ ويبتاع خزين بيته كذلك، وأخيرًا توقف عن السير يتساءل بجدية. "هل ستتركين الوظيفة عندما تبدأين مشروعك؟"

توقفتُ بدوري استند فوق عربة التسوق أرمقه بتقطيبة وكأن ما قاله ينافي البديهية. "بالطبع لا! الوظيف ذات عائد مُستمر يمكنني دفع اقساط القرض مِنه، لن أترك الوظيفة حتى ينجح المشروع ويصبح لدي شركة ناجحة."

زم مارك شفتيه يضع كيس المقرمشات جانبًا ويقترب فجأةً ماسكًا كتفاي بقوة وينبس بجدية وأعين لامعة. "هيڨين، أنا فخور بكِ كثيرًا!"

تقوست شفتاي بتأثرٍ مِن كلماتهِ ويقترب ضامًا أياي كدمية يكاد يهشم عظامها يصيح بتذمر. "إلهي، لقد نضجت ابنتي."

ست خطوات للنعيمWhere stories live. Discover now