1.

2.5K 186 144
                                    

هاي♡

تفاعلو حلوينيّ🤍

...........

حانةٌ واسعةٌ من أرقى حاناتِ سيول، يزورها كِبارُ رجالِ الأعمالِ و ذَو الشأنِ الرفيع، لا تجدُ بها أجسادٌ متعرّقةٌ و لا رائحةُ نبيذٍ رخيص، بل تفوحُ منها رائحةُ المُعطّراتِ الناعمةِ و النبيذِ المُعتّقِ و العطورُ الصاخبةِ التي تُذهبُ العقول و يطغى على أجوائِها موسيقى كلاسيّكية هادئة بصوتٍ يُكاد يُسمع لعدم إزعاجهِم

طاولاتٌ كبيرةٌ مغطّاةٌ بأغطيةٍ بيضاءَ نظيفةٍ و فوقها كوؤسُ و زجاجاتِ النبيذِ و على أطرافها المقاعد الثقيلة و المُريحة، الإضاءهُ تمتزجُ بين اللونِ الأبيضِ و الأصفرِ الباهتِ ببارٍ كبيرٍ يمتدُّ على طولها و هُناكَ عشرُ رجالٍ خلفَ طاولاتِ الاستقبالِ يُحضّرونَ طلباتَ العُملاء

و هُناك في زاويةٍ من الحانة تقبعُ منصّةً بيضاء لامعةٍ يتوسّطها مايكروفون باللونِ الأرجوانيّ و خلفهُ عازفُ بيانو و بجانبهِ عازفُ غيتار و آخر عازفٌ على الساكسفون، جميعهم كانوا ينتظرونَ خروجَ المُغنيّ و مَلِكُ الأُمسياتِ في الحانة، جيون جونغكوك المُغنيّ المُفضّل لجميع روّاد هذا المكان، و لسببان؛ الأول هو صوتهُ الذي يُريح القلبَ و يزحزح هموم العقل، و أمّا السبب الآخر فكان مظهرهُ السالبِ للأنفاس، رجالاً كانوا أم نساءًا.. و لكنهُ لا يُفضّل الاختلاط مع هذه الطبقةِ بعلاقاتٍ خاصّة بعيداً عن العمل، فهو يؤمنُ أن مُعظمهم يريدونه لليلة أو رفيق جنسٍ فقط، فالأغنياء بنظرهِ لا يأبهونَ بمشاعرِ الآخرين..

.......

زفرَ أنفاسهُ و هو ينظرُ لشاشةِ هاتفهِ بانزعاجٍ، يقضمُ شفتيهِ بتوترٍ كُلّما رأى أن رسائلهُ بَقيت كما هي و لم تُقرأ من طرفِ الفتاةِ الذي هو معجبٌ بها، و كُلّ هذا لسببٍ سخيف.. لأنهُ تأخرَ عنها لمدة ربع ساعةٍ عن موعدهما، رغم أنهُ اعتذرَ منها كثيراً إلا أنها لم تردّ على أي مكالمةٍ أو رسالةٍ منه، و الآن هي تتصرفُ بوقاحةٍ حيثُ تنشرُ صورها رفقة أصدقائها في مطعمٍ ما و هذا يعني أنها مُتصلة..

"جونغكوك.. هيّا ستتأخر"

أخرجهُ من شرودهِ صوتُ الرجل المسؤولِ عن الفقرة الغنائيةِ في الحانةِ ليلتفتَ إليهِ و أطلقَ تنهيدةً ثقيلةً من صدرهِ و عيناهُ كانتا ضائعتانِ و يبدو عليه الحُزن

أومئ برأسهِ قبل أن يخرج الرجل من الغرفة، تركَ هاتفهُ في حقيبتهِ التي تحوي ملابسهُ و حاجيّاتهِ و نظرَ لنفسهِ مرةً أخيرةً في المرآةِ يتفقّد شعرهُ الطويل المموجِ بخفةٍ و مكياجهُ الخفيف، بوّز شفتيهِ للأمام و تفقّدَ لمعتهما قبل أن يُمسك بالمُلمّعِ و يضع المزيد على زهريّتيه

Too Sad To DanceWhere stories live. Discover now