الفصل الثامن عشر (ما بعد النهاية)

10 6 0
                                    


بعد يوم واحد من وصول آرين، المحارب المنتظر منذ مئات السنين.

انفتحت الأبواب الضّخمة لقاعة ڤالهالا، ومنها انطلقَ رجال أشداء، وجوههم مشرقة بضحكات النصر وندوبهم تزين أجسادهم وتزيد هالاتهم قوّةً فوق قوتها، ومهابة فوق مهابتها.

قادتهم مجموعة من الڤالكيري عبر سفينة عملاقة مطليّة جوانبها بأسود مَلَكي، ومزيّنة مقدّمتها بصورة أخِذَت عن مشهد حي لتنين عملاق معمّر.

شقّت السفينة طريقها عبر السحاب الثقيل، وفيها المحاربون المتحمسون، وصلوا إلى قاعة فولكفانغ المزينة برسومات ونقوش رمزية وأخرى واقعية لمالكة المكان بوضعيات مختلفة، جنبًا إلى جنب مع رسوم دقيقة التفاصيل لبعض أشجار التفاح الذهبية، والمزيد من النقوش المعبرة عن روح المكان.

تجمع أتباع آرين حوله، وكذا بقية المحاربين، رحّب بالجميع بحفاوة بالغة، غير أنّه خصّ أتباعه المُخلصين بترحيب أكثر حميمية، فاحتواهم في عناقات حارة الواحد تلو الآخر غير مظهر تململ أو فتور، وتذكر شُكر مَن تبرعوا من بينهم لحمايته ومساعدته خلال حيواته السابقة.

اكتملت فرحة المحاربين -إلا واحدًا- بقدوم فريا، التي أضفت على الجو المزيد من السرور، وتعمّدت إظهار الرّقة واللين في التعامل كتجربة أولى، وإن لم تنجح ستنقلب إلى الحزم في التالية.

أمام الحاضرين، رحبت بالقائد الوافد لتوّه وقدمت له كأسًا من النبيذ المخصص للآلهة، وأعقبته بوليمة فاخرة وحده مَن يعرف أنّها قد أعدّتها بنفسها.

بعد الوليمة الصّباحية، قد آن أوانُ التدريبات.

توزع المحاربون في ساحة المعركة الواسعة المحيطة بقاعة فولكفانغ، واستدعى كل منهم سلاحه الخاص.

انقسموا إلى فريقَين، فريق ڤالهالا، وفريق فولكفانغ، لم ينحَز آرين لأي منهما رغم رغبته الكبيرة في الانضمام إلى رفاقه دون غيرهم، ولكنّه شطَر وقته ليلائم الفريقَين مراعاةً منه للموقف الراهن.

خاضوا في العديد من المعارك، الفردية منها والجماعية.

أولى آرين رجاله عناية خاصة لم يعترض عليها أحد، فقد راقبهم بإمعان واسترجع معهم ذكرياتهم الفريدة عن الحياة المشتركة التي عاشوها ذات مرة، لمسوا فيه النضج الذي استنتجوه حينما شهدوا على موته الأخير.

أدركوا أنه لم يعد قائدهم وحدهم، لديه مَهمة عظيمة عليه تأديتها، منذ اليوم، هو القائد الأول على جميع سكان أسغارد من المحاربين، وشخصيته الجديدة تلائم هذا الدور، فهو ليس صارمًا بالكامل كما عهدوه في السابق، تسلل إليه بعض اللين.

ما يزال واثقًا من نفسه، ولكنّ الحذر تأصّل في شخصيته وصقَلته الخيبات...

في نهاية اليوم، أوقدت فريا نارًا هائلة، تجمّعوا حولها يغنون أغاني الحرب ويقصون حكايات معاركهم المجيدة التي تزداد لمعانًا كلمّا تقدّم بها الدّهر.

متاهة الڤالهالاNơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ