"قراءة مُمتعة إلى إلهامي ومسبباتي، إلى من يمنح كلماتي
أجنحة في كون لا وجود له دونهم"-
-فُتح الباب ببطء، يعلن حضورًا لا يُمكن تجاهله.
خطوات مارلين تثبتت على الأرض اللامعة في ردهة الجناح، صوت كعوبها العالية يتردد بقوة ووضوح، مشيتها مستقيمة وثابتة، ووجهتها واحدة، الضوء الناعم يلامس وجهها، ويرتسم على ملامحها المُحايدة.
-وقف جورجينا واليساندرو بملامح متجمدة، عيناهما تنظران نحوها بمزيج من الترقب والازدراء، والتساؤلات تملأ عقول جميع من في المكان، تعتدل كارِن في وقفتها ببطء قبل أن يلمس جورج ذراعها بلمسة مهدئة، وجلس لوكا وحده على الأريكة الكبيرة، عينيه لا تخفي دهشته، يلتفت ببطء ليتأكد من ملامح إيما حتى يتذكر عدم وجودها.
-تدخل الغرفة بهدوء كامل، يُغلق الباب من خلفها بصمت يذكرهم بوجودها، وكأنها طيف جاء لتفقد ما تبقى من شيء، تخرج الممرضة من الغرفة بعد لحظات قليلة من دخول مارلين، تستقر يدّا كارِن على خصرها، ترمق الممرضة بنظرة حادة قبل ان تسألها بعدم تصديق..
"حقًا؟"
"أنا أعتذر، ولكنها تمتلك الأحقية في ذلك.."
"أنتي تعلمين تمامًا أين ستضعين هذا الإعتذار"
-تتسلل أبتسامة صغيرة إلى شفتيّ لوكا، يُمرر يده على وجهه قبل أن يُرخي ظهره ضد الأريكة من خلفه، ويعمّ الصمت في المكان مُجددًا، حتى تصدح رنة هاتف جورج، نغمة الرنين تتكرر لبضع ثوانٍ بينما يُخرج هو هاتفه من جيب معطفه الداخلي، يعتدل في وقفته حينما تلمح عيناه الأسم الذي أضاء الشاشة..
-ماسيمو.
-دون أن يفكر كثيرًا، ضغط على زر الإجابة فورًا، يشّد أنفاسه وعيناه ثبتت على الأرض دون تركيز، لم ينطق بكلمة واحدة، ينتظر وصول صوت ماسيمو على الطرف الآخر، حتى وصله صوته.
"هل أنت في المستشفى؟"
"أنا هنا"
"هل أستيقظت ديڤا؟"
"لا، لم تستيقظ.."
-يُخفض صوته تدريجيًا، يُدرك خيبة الأمل التي ستُحيط بمسامع صديقه على الطرف الآخر، يستطيع سماع تنهيدته الثقيلة..
"إذًا أنا أنتظرك.."
"أين.."
"في منزلي، وأحضر معك حقيبتك الجراحية"
