"قراءة مُمتعة إلى إلهامي ومسبباتي، إلى من يمنح كلماتي
أجنحة في كون لا وجود له دونهم"-
-ساد السكون في غرفة المستشفى، وانسدل الليل بهدوءه فوق المدينة، تاركًا للغرفة ضوءًا خافتًا يأتي من المصباح المثبت في الزاوية، فيما جلست ديڤا على طرف السرير، ملابس نومها الحريرية الكحلية تنساب على جسدها بأنسيابية، أكمام الطقم الطويلة مزدانة بحواف ناعمة من الدانتيل باللون الأزرق الداكن، مُماثلًا إلى لون باقي قطع الطقم.
-أما شعرها فقد كان لا يزال رطبًا من الماء، يسيل على ظهرها كسلاسل الليل، يقف ماسيمو خلفها، يحمل المشط بين أصابعه، ويحركه بلطف بين خصلاتها، يُمشّط شعرها برقة لا يشوبها تسرع، ينسج بخفة ظفيرة فرنسية، تتسلل أنفاسه الدافئة بين الوقت والسكوت، ويداه تعملان برصانة وكأنهما حفظتا طريقهما بين خصلات شعرها.
-حينما أنهى الظفيرة، مال برأسه قليلًا، يطبع قبلةً ناعمة على عنقها المكشوف، تبقى شفتيه على بشرتها للحظات معدودة قبل أن يبتعد، فعدلت ديڤا جلستها بهدوء، وأشارت إليه بإيماءة صغيرة أن ينضم إليها.
-يفهم هو إشارتها الصامتة فورًا، ترتسم ابتسامة صغيرة على شفتيه، يجلس بجوارها على السرير، ذراعه تحيط بها كما لو كانت امتدادًا لجسده، فيما سكنت هي عليه، تضع رأسها ببطء على صدره، وتسمع نبضه يوازي سكون الغرفة، يحضنها الدفء كما لو أن الليل اختُصر في هذا المكان.
-مضت لحظات دون كلمات، ثم خرج صوتها هامسًا، رقيقًا..
"ماسي؟"
"نعم يا حبي.."
"ماذا سنفعل..حيال الموضوع؟"
-لم تحتج أن تنطق بالتفاصيل، كانت نبرتها وحدها كافية، وعيناها تحدثتا عن كل شيء، ناتشو، الحادث، الاختطاف، والمسألة كاملة، لم تكن على علم بأن ماسيمو حمل تلك الليلة في قلبه، وكان لقاءه بناتشو اشبه بعاصفة من الغضب، لم تكن على علم بأنه أنهكه بالضرب، وتعرض لرصاصة جراء ذلك.
-لم تكن على علم بأن كل شيء أنتهى بصمت، من يد والدها.
-لكن ماسيمو لم يُخبرها، لن يفعل، ليس الليلة.
-يومأ هو بخفة، أصابعه تعود لتعدل خصلات متمردة لم تنضم إلى الظفيرة، ونبرته هادئة، ثابتة ومطمئنة.
"لا تقلقي بشأن ذلك يا حبي، كل ما عليك الإهتمام بشأنه هو نفسك، لقد تعافيتي سريعًا لأنك قوية، لقد كنت متأكدًا من أنك ستفعلين، أما فيما يتعلق بالأمور الباقية فكل ماعليك فعله هو تركها لي، سأتدبر أمر ذلك"
