الجزء 1

25.9K 821 38
                                    


جلست تلك الليلة بكامل أنوثتي فوق ذلك السرير الذي سيكون عما قريب قبرا لي دفنت فيه بدافع أنني امرأة ....لاشيء سوى امرأة كم توسلت لهم أن لا يذبحوني ألا يقتلوا قدري المسكين اليتيم بيديهم لماذا لم يستجب لي أحد لماذا ألأنني فتاة.....هل اصبحت الأنوثة وصمة عار بصمة لا يمكنني أن أخرجها من بين أضلعي لأرميها بعيدا كان قلبي يكاد أن يخرج من مضجعه وأبي واقف امامي يقول لي : ستتزوجين يا بلقيس.
أردت أن أصرخ أن أعترض أن أقاوم لا أدري أن أفعل شيئا لكني أعرف أبي حق المعرفة إن قال شيئا لايرجع عنه ولو وقفت جل الدنيا في وجهه لعلي ورثت هذه القوة عنه قوة لا أستطيع للأسف أن استخدمها في مجتمع معيق متخلف ومنهار تحت سوط الرجال .....أنا فتاة في العشرين من عمرها ليس لدي بلد محدد أنا عربية كما يقولها محمود درويش أنا عربية ؛ ولون الشعر بني ولون العين فحمي أعيش حيث تأخذني الرياح و الكتب قد تجدني في قصور الحمراء على مشارف المتوسط على رمال شبه الجزيرة العربية أراقب غروب الشمس في ضواحي تمنراست أسكن بين ضلوع القصبة ..... أزور جبال الهقار أتمتع بمشاهدة الكهوف العجيبة لا بد أنك عرفت أنا جزائرية أصلي فقط فلقد سافرت منذ كنت صغيرة ولم أحظى برؤية جل هذا عشت بعيدة عن بلدي أنا التي أومن دوما أن لا خير في امرء يسكن بعيدا عن تراب وطنه لكن ماباليد حيلة أنا أعيش هنا في كندا بعيدا عنه مغتربة أنا منذ نعومة أظافري لم احظ بدفء وطن يحويني ورغم أنني عشت مغتربة لكن عائلة محافظة كعائلتي لم تبتعد عن جذورها وها أنا أزف كالمساقة إلى المقصلة والزغاريت تتعالى من حولي فأنا شهيدة عادات وتقاليد لم تستطع الغربة أن تمحوها من داخل عائلتي ... هم سيعودون إلى ارض الوطن

I'm SorryWhere stories live. Discover now