17

9.5K 564 61
                                    

-" كنت في الرابعة و العشرين حين التقيت به فتى في العقد الثاني من عمره دلف إلى كلية الطب وكله حماسة لاكمال سبع سنوات بجل قواه العقلية كانت تعجبني نزعته في الحياة وطريقته في عيشها يأخذ كل شيء على محمل البساطة لا يكلف شيئا أكثر من حجمه أما لقاءنا فكان ضمن مخيم لللاجئين كان يسعف و ابتسامته على شفتيه لا تفارقه وفي أحد اصطداماتنا في أثناء العمل سألته :

-ما الذي يفعله طالب سنة أولى هنا؟

-وما الذي يفعله كاتب هنا؟

-وكيف عرفت أني كاتب؟

-أقرأ مقالاتك في الجريدة كل صباح تعجبني النزعة العربية بها لمن تكتب هل لأنثى؟

-وهل هناك أنثى أجمل من فلسطين

كان أمره يحيرني صحيح أنه لازال في بداية عقده لكنه يمتلك عقل رجل في الستين ورغم هذا لم تغادره نزعته الطفولية أبدا كان يلهو مع الأطفال كثيرا ماكنت أنهاه عن ذلك و آمره أن ينضج لكن لا يصغي أبدا توطدت علاقتي به و أصبحنا كالأخوة في بلاد الغربة هذه.

اتذكر حين أحبك كيف أصبح كثير الشرود و يضحك وحده أحيانا مما كان يتسبب بطرده من المحاضرة مرة ضربته على كتفه وقلت:

- مابالك هل أحببت؟

-بل قل عشقت يا أيهم...

-ومن هذه؟

-بلقيس إنها جارتي و تصغرني بأربع سنوات

-ماذا بلقيس ألازالت الناس تسمي مثل هذه الأسماء...ثم مابالك يارجل هل تحب فتاة أصغر منك بأربع سنوات أليس بالكثير

-مابك الحد الأدنى لفارق السن في شرعنا 5 فما المانع من 4

-وتفكر في زواج بها؟

-نعم...أنت لا تعرف بلقيس

-بلى ملكة سبأ في الزمن الغابر

-وهي كذلك تمتلك قوة وعزيمة بلقيس تمتلك حنان فلسطين في طياتها تحمل صفو السماء وعذوبة الغيث في ابتسامتها عيونها سوداء سواد التوت وشعرها بني عربي كما وصفه محمود درويش كرمز للعروبة قامتها رشيقة وصوتها أجمل من صوت العصافير هي أكبر من عمرها بكثير لدها حكمة إمرأة تجرعت من الحياة الكثير الكثير و كذلك طفلة لازالت تهوى الأساطير

-رويدك رويدك لقد أخذت عقلك يا هذا....لا تثق في بنات حواء أبدا أبدا

-وكيف لا أثق ببيتي فبقربها ماعدت مغتربا إنها تعوضني عن الكثير

- كف عن هذا الهراء تعلق ببلدك فالبلد لا يخون

-لدي وطنان أعلم أنهما لن يتخليا عني لدي فلسطيني وبلقيسي

- وتنسبها إليك!!

- وما المانع فهي كل شيء جميل حدث لي تجعلني أسكر بنظرة من عينيها وبإبتسامة شفتيها أهواها وأهوى النضال من أجلها

I'm SorryDonde viven las historias. Descúbrelo ahora