I'm Sorry

22

كان أيهم يجلس ارضا امام غرفة العمليات لا يدري من الدنيا شيئا ينظى الى الفراغ وذلك الولد الصغير نائم بجواره لم يسبق لي ان رأيته هكذا هو الذي لم يركع للحياة ابدا هو الذي لم يسقط ابدا ذالك الرجل الفلسطيني المتكبر برجولته رجل لم يطله الضعف اراه يتهاوى فجأة
- أيهم..... هل انت بخير؟ما الذي حدث؟
- ما حدث قد حدث هل يمكنك اخذ وسام عندك لهذه الفترة؟
- طبعا....لكن اين بلقيس؟
لم يجبني واكتفى بالصمت ....... جلست يجواره نراقب توالي عقارب الساعة امامنا
- ما الذي يميزها يا ايهم؟
- كل شيء....
- تعلم انني احبك صحيح
- اعلم..... اخبرتني هذا عدة مرات وانت ثملة
- لماذا اذا لم ترغب بي وقبلتها هي؟ هي التي لم تكن يوما لك..!
- ولن تكون ابدا ..... لكنني احبها واعشق كل ما لا املك احب براءة صغيرة وعينيها وكلامها وعفويتها (كانت دموعه تتساقط مع كل كلمة) كيف يمكن ان احب غيرها وانا لا اكاد اتخيل يومي بدونها فقط احبها وتعلمت ان احبها دون مقابل
سكت وسكت انا بدوري اخذت الولد من يده وغادرت واقفلت باب قصتي معه الى الأبد
كنت هناك جالسا بعد ذهاب ايلينا انتظر .... انتظر بصيص امل يقول لي ان من اعيش لاجلها لا زالت حية انني يمكنن الاستمرار في هذه الحياة .
في تلك الغرفة كنت جالسا اراقب ملامحها وسط تلك الأجهزة ارهقتها كثيرا و قتلت كل شيء جميل فيها لا ادري ماذا افعل كل افكاري غائبة عني....لكن ما باليد حيلة صحيح ....؟!!
لقد اخبرني الاطباء انها ستصحو بعد 24 ساعة اذا 24 ساعة تفصلني عن رؤية عينيها ومواجهة ذلك القهر الذي يسكن داخلهما
24 ساعة عبى استقاظ صغيرتي من نومها ليت كل هذا يكون كابوسا فقط كل شيء في حياتها حتى انا احيانا ان تحب يجب ان تتعلم متى تبتعد حين يكون وجودك غير مرغوب فيه في حياة شريكك كيف ستكون ردة فعلها اتجاهي اعلم انني لو لم اكن مكبلا لقتلته قبل ان يمس شعرةةمنها لكن هيهات ان تفيدني لو او ايا من الكلمات التي اخطها ليتها تفيد
مرة عليا تلك اللحظات كالسم لم ادري كيف استطعت تجرعها لكن حين تمر بالأعظم يهون عليك البقية.
بدأت تفتح عينيها بصعوبة وتحرك شفتيها طالبة الماء
فسقيتها قدر ما استطاعت ان تبتلع منه وجلست بجوارها كانت تحدق الى الأعلى الى الفراغ لعلها تسأل الله متى تتخلص من هذه الحياة
- ص..صغيرتي هل انت بخير؟؟
نظرت نحوي تقلب ملامحي يمينا وشمالا لا تدري ماتقول
- ا...يهم...
- حبيبتي انا اعتذر اقسم برب الكعبة انني لم استطع اقسم ل....
- احتضني اريد النوم...
- م..ماذا؟
- (بدأت دمووعها تتهاطل) ارجوك ...انا خائفة ... انت اماني الوحيد في هذه الدنيا ارجوك لا تتركني بسبب ماحدث اقسم لك انني قاومته بكل ما اوتيت من قوة اقسم لك لم اكن اريد فقدان ابنك ..... اقسم اني اردت الموت اقسم لك
اسرعت واخذتها بين ذراعي واحتضنتها لعلي اخبؤها بين اضلعي لعلي احميها......كيف لها ان تفكر للحظة انه خطؤها ..... كنت ابكي دون وعي مني اندب حياتي البائسة ابلل خصلات شعرها وهي تبلل صدري الذي يكاد يقتلع من شدة التعب والوجع والخيبة والظلم وكل شيء يا قوم مالذي سافعله ماذا عسايا افعل ارشدوني !!
- ايهم هل يمكنك ان تقص شعري ؟
- ح...حسنا يا صغيرتي.
- اين وسام يا ايهم؟
-مع ايلينا...
- ايهم متى نذهب الى بلدك؟
- فريبا جدا..
- احكيلي يا ايهم ما الذي سنفعله هل سنلعب هناك ؟
- مؤكد يا صغيرتي سنفعل
- ستكون دائما معي ؟
- و لن اترككي ما حييت.
لقد اخبرني الاطباء انها تعاني صدمة نفسية شديدة تجعلها احيانا صامتة لعدة ايام احيانا لاتتوقف عن طرح الاسئلة وكأنها طفل صغير بدأ يكتشف كونه احيانا تلعب مع وسام وتنام معه احيانا تستيقظ ليلا تصرخ وتبكي وتتخبط لكنني كنت اتعامل مع كل مزاجياتها و تغيراتها ومن المحال ان اضجر منها لحظة واحدة لازلت اعشق صغيرتي وسأظل كذلك حتى يأخذ الله امانته