علوم الخير رجليه وعلوم الشر خياله

450 18 0
                                    

كان رجل يعيش في الباديه وكان كريماً يقرئ الضيف ، فكان المسافرون يعرجون عليه في طريقهم ذهاباً وآياباً
وكان لديه عدد من الخيول الأصيله،ومن بين تلك الخيول مهره أصيله لاتقدربثمن،فأذا جاءه ضيوف وخاصة من كبار الشخصيات وأمراء الباديه والقبائل طلبوا منه بيعها عليهم فيرفض
ويقول: هذه سوف أهديها الى طويل العمر( الأمير محمد بن رشيد )
وهكذا كل من سأله بيعها عليه ، ولو بغالي الثمن يردد كلمته السابقه،هذه المهره سوف أهديها الى طويل العمر

ويقصد بذلك علّ الكلمه تصل الى الأمير فيطلبها الأمير أو يزوره فيهديها أليه،ولكن أحداً من الضيوف لم يوصل الكلمه الى الأمير، بل يأكلون ويشربون ويودعونه.

وذات يوم وفيما كان لديه ضيوف كالعاده سأله أحدهم بيع المهره عليه
فقال المضيف ؛ هذه أريد بها غزو(( الأميرمحمد بن رشيد )) وكان هوالذي يريد أن يهديها له!!! وبدلاً من أن يجلس الضيوف عند مضيفهم هذا أختصروا ضيا فتهم وبدلاً من أن يواصلوا سفرهم عادوا من حيث أتوا لأن الأمير المقصود بالغزو قد عرجوا عليه قبل يومين ، وأستضافوه وعندما سألهم الأمير عن سرعة عودتهم وعسى ماشر حصل بهم؟
قالوا وبلسان واحد :  أبداً ياطويل العمر، ولكن الشر يحاك ضدك.
قال الامير : وش السالفه؟؟
قالوا : فلان  ، وكان يعرفه الأمير بل وصديق حميم له
قال الأمير: وش به؟؟
قالوا : يريد غزوك بمهرة عنده لاتقدر بثمن

فاستشاط الأمير غضباً من هذا الخبر،كيف صديقه يريد غزوه؟ ولكن الأمير لم يتسرع بغزو صديقه وأرسل رجلين من رجاله في الحال وأمرهم باءحضار الرجل مكرم ومعزز وأمرهم بألا يمسوه بسوء حتى يستطلع الأمر.
سافر الرجلان والضيوف عنده وبعد يومين أحضر الرجل ورحب به الأمير، وبعد فترة من الوقت سأله الأميرعن سبب غزوه وهل هو صحيح؟؟ أم انها كذبه ونميمه يراد بها الوقوع فيما بينهما.وكان الضيوف ضمن من حضر المجلس .
ضحك الرجل وقال : ياطويل العمر عندي مهرة تساوي بالغلا ء احد أبنائي وأنا مربيها هدية لك ، وكل من أتى الي من الضيوف وطلب بيعها عليه قلت : هذه المهره هديه لطويل العمر الذي هو انت !
وعلى كثرة ضيوفي ومن مر بي واستضافني لم ينقل واحد منهم هذه الكلمه الطيبه المبشره لك!!
وعندما قلت :سوف أغزو بها الأمير وصلتك الكلمة بأسرع وقت ! ولم اقلها الا مرة واحده ، قلتها أمام ضيوفك هؤلآء اللذين هم ضيوفي قبل يومين حتى طعام ضيافتي لهم لم يهضم بعد!.

التفت الأمير محمد إليهم ووبخهم بكلام يليق بهم وبأمثالهم الذين يسعون بين الناس بالفساد ، ثم التفت الى صديقه
وقال الامير له : قبلنا هديتك وأعطاه مايستاهله من جزيل العطاء !!
ثم عقب الأمير :المهره قبلناها وهي هديه مني لك .

وتعجب الأمير والحاضرون معه كيف ان كلمة الخير لم تصله،حيث ان احداً ممن اسضافوا الأمير لم يخبروه  ، بأن صديقه ينوي اهداءه مهرته الأصيله بينما كلمة الشر وصلت في الحال
وصدق من قال ((علوم الخير رجليه وعلوم الشر خياله))

حكايات الصحراء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن