قصة قيس وليلى كاملة

7.8K 69 21
                                    

قيس بن الملوح المجنون بحب ليلى العامرية.

ولادته ونشأته ودياره:
هو قيس بن الملوح بن مزاحم ، من بلاد نجد من قبيلة بني عامر
ولد في سنة (440) في عهد خلافة عبدالملك بن مروان
ونشأ قيس مترعرعا فطنا
ذكيا وورث عن أبيه شعر العرب فتفوق في الأدب ومعرفة النجوم للسير ليلا ، كان رجلا رزينا دمث الأخلاق محبا للمكارم

أما حبيبتة :
فهي ليلى بنت مهدي بن سعد بن ربيعة العامرية
ولدت سنة (444) هجرية وكان قيس اكبر منها
بأربعة اعوام وكانت بيضاء اللون ولها عينان ساحرتان بشكل جذاب

وكانت ليلى وقيس صبيان وكانا يرعيان مواشي اهلهما ولم يزالا على تلك الحاله حتى كبر كل منهما , فحجبت عنه ليلى فجن جنونه بها , وازداد شغفه بحبها وضاق صدره وأنشد قائلا:

تعلـقـت ليـلى وهـي ذات ذؤابـة   ..    ولم يبد للاتراب من ثديها حجم
صغيرين نرعى البهم ياليت أننا   ..   إلا اليوم لم نكبر ولم تكبر البهم

قيل مر وقت طويل لم يرى فيه ليلى وذلك من يوم أن حجبت عنه
وجرى عليه مالم يجري على قلب بشر وهو يكابد ألم الفراق ولما اشتد به ذلك خرج من داره وركب ناقته , وكان عليه حلتان من حلل الملوك الفاخرة
فمرّ بإمرأة من قومه يقال لها كريمة , وكان عندها نسوة يتحدثن
فأعجبهم حسنه وجماله فدعونه للنزول  والحديث معه فنزل وكانت ليلى بين تلك النسوة فجعل يحادثهن ويقلب طرفه حولهن
فبينما هو كذلك إذ وقعت عينه على ليلى !
فلم يصرف عنها طرفا وشاغلته عنها فلم يشتغل وأنشد لها الشعر:

سـحـرتـنـي ليـلى بسـواد عينها   ..   إنمـا السـحـر في سـواد الـعـيون

فلما سمعت ليلى شعره ذرفت عيناها بالدموع وكانت تخفي دموعها
بطرف قناعها فعلم قيس ما عندها له من الحب وجاء إلى ليلى
وقال لها: اعندكن ما تأكلن ؟
فقالت له ليلى : لا.
فعمد على ناقته فنحرها وقطعها ، فقامت ليلى لتمسك معه اللحم فجعل يحز بالمدية في كفه وهو شاخص فيها حتى اعرّق كفه فجذبته من يده فقام قيس وطرح من اللحم شيئاً على الغضا وأقبل يحادثها
فقالت له : انظر إلى اللحم هل استوى؟
فمد يده الى الجمر وجعل يقلب بها اللحم فاحترقت يده ولم يشعر فلما ماعلمت ما داخله من الحب صرفته عن ذلك ثم شدت يده بهدب قناعها وقد ذهب عقله وتحكم عشقها من قلبه
فاقام معهن بياض ذلك اليوم الى أن أقبل المساء فبينما هم على ذلك
إذ أقبل عليهن غلام شاب أسمة منازل
جميل الطلعة مليح الوجه له عينان ساحرتان وكان يسوق غنما له فلما رأته تلك النسوة وما هو فيه من الجمال انصرفن اليه وأقبلن بوجوههن عليه يقلنله كيف ظللت يا منازل؟
وكانت ليلى أيضا ممن انصرفن ,وتركن قيس فاغتاظ غيظا شديدا وقال لمنازل: هلّم نتصارع أو تتركهن؟
فنظر الفتى لوجه قيس وعلم ما حل به من الغيظ فخجل واستحى ثم ترك النسوة ورحل.
فلما رأت ليلى قيس قام غاضبا علمت انه تكدّر من ذلك صاحت به واستدعته للمحادثة معها وكان قد داخلها الحب
فقالت : هل لك في محادثة من لا يصرفه عنك صارف ؟
قال: ومن لي بذلك؟
وتحدثا إلى ان افترقا وذهب كل منهم إلى بيته واشتعل قلب كل واحد منهما بحب الآخر
وفي الصباح انتظرت ليلى قيس لعله يمر عليها فبينما هي كذلك
إذ أقبل قيس على ناقة حمراء وعليه حلة فاخرة فسلم ودعته للنزول وأرادت أن تعلم إن كان يحبها فاشتغلت تتحدث مع غيره من الجواري والتهت بهن فنظرت إلى قيس وقد امتقع لونه
فأنشدت ليلى :

حكايات الصحراء Where stories live. Discover now