ضبوعة

986 17 0
                                    

  لا تامن الدنيا تاتيك ضبوعه  ..  ما يامن الدنيـا كون هبيـل الفـواد

هذا البيت الذي اصبح كـ الحكمة ، ومضارب الأمثال لم يأتي إلا بقصه :

ذهب الشيخ مانع وهو جد الشيخ أبوساق ومعه إثنان من ربعه قاصدين العراق وأخذوا الفترات الطويلة من الزمن حتى وصلوا (( النجف ))
لأن الموصلات كانت سيرا على الأقدام أو ركوب الإبل .

وهناك في العراق زارهم المرض أنهكهم وأعياهم فقامت سيدة كبيرة
في السن إسمها (( ضبوعه )) وهي من نساء العراق برعايتهم والعناية بهم حتى إستردوا العافيه وعندها أخبروها بأنهم سيتجهون إلى ديارهم فأكرمتهم وأعطتهم علما أنها كانت تملك الكثير من الحلال والمال ، وكما قيل بأنها كانت مقطوعة من شجرة.

وعندما أرادوا التوجه إلى الديار شكروها على صنعها وإكرامها
وقال لها الشيخ مانع :أنا شيخ ربعي وأسكن جنوب الجزيره بنجران فإذا تغير بك الحال وحدتك الدنيا فإسألي من الزيله صاغر وعندما تصلينها وإسألي من الشيخ مانع وسيدلونك عليّ علما أن الزيله صاغرهي مواطن آل سالم .
فكان رد السيده ضبوعه على الشيخ مانع (( أن تبسمت وين تحدني عليك الدنيا وأنت في آخر القاع )).

توجهوا الثلاثة بما معهم من إبل و خير وفي الطريق وجدو قافلة منهوبه وحاولوا الناهبين أن يستولوا على قافلة الشيخ ورفاقه .
دافعوا الثلاثة عن القافلة وأيضاً إستردوا القافلة المنهوبة لأهلها ثم واصلوا إلى نجران حتى وصلوا.

ومرت الأيام الطوال وفي فجر أحد الأيام أتت إلى الزيلة موطن الشيخ وربعه ، عجوز لا تكاد تحملها خطواتها من الكبر والتعب وثيابها حضنت الغبار من طول المسافه ورأت عبداً يسني ونادته
أين الشيخ مانع ؟

فأشار إلى الدرب بيت من طين وقال هذا منزله وأنا عبده ومن العادة عندما يسني الشخص أن يغني فقالت له إنشد بهذا لعل الشيخ يسمع :

  لا تامن الدنيا تاتيك ضبوعه  ..  ما يامن الدنيـا كون هبيـل الفـواد

خاف العبد وأوضح خوفه لها فقالت أنت في الأمان ، تغنّا العبد بما قالت ضبوعه وكان الشيخ وقتها يقرأالقرآن .
سمع الشيخ مغنا العبد فأسرع بالنزول وإذا هو بضبوعة عجوز كبيرة بالسن فحملها على ظهره وصعد بها إلى أعلى داره ووضعها بين النساء ثم قال لها أنتي (( أمي )) ولكي مني مايجب على الإبن لأمه

كساها وضيفها وأكرمها وأعطاها وأسكنها بيته وعاملها كالأم حتى
إنتقلت إلا رحمة الله وبعد وفاتها تصدق عليها طيلة حياته كما يفعل الإبن البار لأمه .

حكايات الصحراء Where stories live. Discover now