قصة رب أخ لك لم تلده أمك

643 17 0
                                    


كثيرًا ما يضرب هذا المثل في مواقف الشهامة والمؤازرة بين الأصدقاء
فيشبهم الناس بالإخوة لأنهم يقفون إلى جوار بعضهم البعض
ولا يتخلى أحدهم عن الأخر ، ولكن العجيب أن أصل المثل لم يضرب في واحٍد من تلك المواقف التي يتكاتف فيها الأصدقاء
بل على العكس ضرب كنوع من الهجو والسب لرجل وامرأة في زمن الحكيم لقمان  وهو أول من أطلق هذا المثل (لقمان بن عاد) الشهير بلقمان الحكيم
الذي حباه الله سبحانه وتعالى بفصاحة اللسان وحكمة العقل.

قصة المثل :
لقمان مر ذات يومٍ بخيمة عندما شعر بالعطش فاستسقى أهلها، ووجد هناك امرأة تلاطف أحد الرجال فسألها إن كان لديهم ماء ؟
وردت المرأة بعرضها عليه الماء أو اللبن.

حصل لقمان على مراده، ولكنه لاحظ أثناء شربه وجود طفل يبكي، فاستنكر تركهم له أثناء بكائه دون أن يهتم لأمره أحد
فعرض عليهم أن يتبناه إن كانوا غير مهتمين به
وسأل المرأة : لمن الطفل ؟ ولماذا يبكي ؟
فقالت المرأة : بأن الطفل لزوجها "هانئ"، فاستغرب لقمان بأنها أشارت لزوجها كأنه غائب

لذلك سألها لقمان عن الشاب الذي تلاطفه
فقالت : هذا أخي
فقال لقمان : رب أخ لك لم تلده أمك
وكان يقصد بذلك أنه فطن إلى أن الرجل الذي يجالسها ليس أخاها .

وفي المساء رأى الحكيم لقمان رجلًا يسوق غنمه متجهًا نحو الخيمة التي لجأ يشرب منها صباحًا ، فلما مر به لقمان دعاه الرجل لضيافته ، فشكره لقمان وقال له إنه استسقى امرأته صباحًا فسقته ، وكان معها رجلًا تدعي أنه أخوها ،
فقال الزوج للقمان : وما أدراك أنه ليس أخاها ؟
فقال له لقمان : لو كان من يجالسها أخاها لما جعلها تجيبني نيابة عنه .

وبعد أن تأكد هانئ من صدق قول لقمان فيما حدثه به ، انتقم لشرفه ، ومن وقتها أطلق هذا المثل على الصديق الذي يجالس صديقه دائمًا ويكون له بمثابة الأخ الذي لا يتورع عن مساندة أخيه

حكايات الصحراء Where stories live. Discover now