ناقد القهوه

469 14 0
                                    

هو الشيخ صنيتان بن محمد البدراني وقد كان مقره منطقة بلغه والنفازي وهو أميراً عليها وهو أمير البدارين وهذي المنطقه قرب المدينه المنوره ، وقد اشتهر بالشجاعه والكرم والقوه وكانت كلمته مسموعه عند حكّام الحجاز

ودليل كرمه اتى اليه رجل كبير باالسن ينصحه عن كثر مايصرف من اموال
فقال صنيتان :

قالو تضيع وقلت ياالربع ماضيع رزقي على مولاي ماحدٍ يمنه
يرزقني اللي عالمٍ بالتواضيع اللي خلق للناس نارٍ وجنه
وان جيت راعي تجرةٍ قال مابيع وكم تاجرٍ خسايري ربحنه

وكان لايرد له طلب وكانو الحكام يزورونه دائماً لما به من الجزاله والمكانه ، وقد اشتهر بين الناس بقدرته على معرفة القهوه ان كان بها مايعيبها ، وقد كان هناك بلدة اسمها مسكة وأميرها ( ابن باني )

وقد ارسل للشيخ صنيتان بن محمد دعوه لتشريفه
وقبل الشيخ صنيتان دعوته ، ولبا له ذلك وأتى صنيتان ومعه اخوه
وكان ضمن الحضور الشيخ ضيف الله الذويبي وأخيه الشيخ محمد الذويبي الملقب ( ابا الروس ) ويلقب بذلك لقطعه لرؤس الفرسان
وقال اخاه الى صنيتان لاتنقد قهوتهم ان كان بها مايعيبها من غير قصد
فلما أتو وجلسا صبت لهم القهوه ، فلما تذوق الشيخ صنيتان القهوه رمى بها بعيداً والجميع ينظر اليه مستغربين ، فزعل ابن باني صاحب البيت وأشتكى للشيخ محمد الذويبي ( ابا الروس ) اللذي كان جلساً فقال الشيخ صنيتان
قهوتك صايده : أي ان بها عيب وبحثوا باالدله فلم يجدوا بها مايعيبها
وأتو بالملقمه : وهي اللتي تطبخ بها القهوه قبل ان تصب باالدله فلم يجدو بها شيئاً يعيبها
فأتو بالمصفاه : أو الأبريق اللذي يصب به الماء ويصب في الملقمه فلما فتحوه وأذا به (( شبث )) وبأسم آخر ( بشبوش ) قد علق في مصب المصفاه وتقطع بعضه في قاعه
فلما رأوه سكتوا جميعاً بعد ان ازعلوا الشيخ صنيتان وقال الشيخ كلمته المشهوره :
(_ اشرب مرق وانا أبن محمد _)
قالها ومشي منهم غاضباً لشكواهم له وأنه مخطى ..

وبعد ذلك ترددت الأخبار لهذه القصه حين ذاك للأمير عبيد ابن رشيد امير حائل ، فأرسل للشيخ صنيتان يعزمه فأتى صنيتان وكان ابن رشيد يريد اختباره باالقهوه
فأمر قهوجيته بأن يضعو بعض قهوه محروقه , ونيه , وجايده ، بطريقه لايتم كشفها ابداً

فلما شرب الشيخ صنيتان من الفنجال قليلاً انزل الفنجال ولم يكمله
فسأله ابن رشيد مابك ؟
قال : لاشي
قال ابن رشيد يسأله القهوه فيها شي ؟
قال : مابها ألا طلاق وجهك
وقال قهوتك ان قلت جايده فهي جايده , وان قلت نيّه فهي نيّه , وان قلت محروقه فهي محروقه
فضحك ابن رشيد
فقال ضاحكاً : اثر كبودنا ماهي كبود نشرب ماندري
فأقسم ابن رشيد ليكافئه وقال جميع ماتصبه بدلالك مني لين اموت ..

حكايات الصحراء Opowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz