Reply - [ hunhan ]

البارت الثالث

صوت طقطقةِ الملاعق على الصُحون صَدَحت في المطبخِ الفسيح. لقد كانت هذهِ إحدى اللحظاتِ الإستثنائية حيثُ كانَ لدى لوهان الوقت الكافي ليأكل معَ والداه بَدَلاً من أن يضعَ شيئاً بسيطاً في فمه و يُغادِر. هو أراد فعلاً أن يُغادر لكن والدته أمسكت مِعصمه و سحبتهُ إلى مكانه في المطبخ.

هذا لم يُعطي أيَّ فُرصةٍ لـ لوهان سوا أن يستسلم و ينصِت إليها. هو جلسَ أمامَ والداه بينما والدته بدأت تصُّب الشاي. لوهان عادةً لا يأكُل كثيراً لكن كُلّما كانَ والداه حاضِران هو أجبرَ نفسهُ أن يأكُل ضعف ما يأكله بالعادة.

"كيفَ كانت الجامعة؟" والدته إبتسمت وهي تَملَئ ثلاث أكوابٍ كبيرة بالشاي.

لوهان كونهُ الطالب الهادئ أعطى إنطِباعاً على كونهِ أحد الطُلابِ الذينَ يُطلق عليهم 'دودة الكُتُب' لكنهُ لم يكن كذلك على الإطلاق. هو فقط كانَ طالِباً مُتَوسِطاً، ربما قليلاً أدنى من المُتوسِط.

"جيدة" هو إستجابَ بهدوء وهو يُحرّك الأرُز في صحنه.

والداه كانا سيَموتان فقط ليطرحا على لوهان سُؤالاً. لذا والدته لديها طريقتها الخاصة لتجعل إبنها يتحدث. هيَ فقط عليها أن تبدأ بـمُحادثةٍ طبيعية وبعدها تَهجُم عليهِ بالأسئلة. لكن والده كانَ مُختلفاً تماماً. هوَ لم يكن لديه الوقت ليطرح أسئلة تافهة، لذا دخلَ في صُلْبِ الموضوع مُباشرةً.

"من كانَ ذلك الشاب معك ليلة البارحة؟" هو سأله بينما يأخذ كوب الشاي من زوجته

عينا لوهان اللتان لم تُفارِقا صحن الأرُز خاصته إرتفعتا للأعلى ببطئ وإتسعتا. هل رأياه؟ لوهان أعادَ شريط ذاكرته للوراء ليتذكر ما فعلاه. لم يكن هناك أي شئ مُثير للشك عدا أنَّ حقيقة سيهون قد فعلَ شيئاً فد يتسائل عنهُ أيّ نوعٍ منَ الآباء.

هوَ قَبّلَ جبهة لوهان.

وكأنما والداه كانا بارِعان في قرائة حركةِ الشفاه، هما أيضاً إنتبها عندما غادرت كلمة 'صغيري' من فم سيهون. لوهان تحرّكَ بـعدم راحة في مِقعده، كيفَ يجدر به أن يشرح لهم الأمر؟

"هذا حقاً مُفاجئ. أنتَ لستَ من النوع الذي يفعل هذا. أنا أعلم أنكَ مررتَ بمرحلةِ تجرُبةِ ميولكَ الجنسية لكن- لوهان! فكِّر في الأمر! أنتَ تبلغ الرابِعة والعُشرون. أنتَ إنسان بالِغ. إنتهت تلك المرحلة منذُ وقتٍ طويل. أنا أخبِركَ أن تعيد النظر في الأمر و تتوقف عن هذهِ الأفكار في الحال." تحدثَ والداه بينما رمى مِلعقته في صحنه وهو يُعطي لوهان نظرة جدّية و قاتِلة.

"أنا لا أُحِبهُ بهذهِ الطريقة" لوهان همسَ لـيُدافِع عن كرامته و يحفُظ ماءَ وجهه.