البارت الحادي والعشرين والأخير

5.8K 322 335
                                    

كُلُّ ما إستطاعَ تذُكَره هو أنّهُ قد تمَ سحبَهُ خارج المجمع السكني حيثُ شُقة سيهون و تمَ دفعه داخل سيارة.

وفي اللحظة التالية هوَ كانَ مُستلقياً على سريرٍ أبيض حيثُ بدأَ بسماعِ ضوضاء. صوت طقطقات و صوت خطواتٍ قريبة منه وكذلك صوت أشخاص يتكلمون بصوتٍ خافت. لوهان إستلقى بلا حِراك وفقط إستمعَ لتلكَ الأصوات.

هو حاولَ جاهداً أن يستمع لما يقولون ليُحاول إستيعاب الأمر. أينَ هوَ على أيِّ حال؟ بعدَ ذلك هوَ شعرَ بضوءٍ ساطع يُوجَه في عينيهِ المُغلقتين، هوَ بجُهدٍ كبير حاولَ فتحهما. شخصٌ ما كانَ مُنحنياً أمامه. ذلكَ الشخص اللذي إتضحَ أنّهُ كان إمرأة كررّت إسمه مِراراً و تَكراراً.

لكن كُلُّ ما خرجَ من فم لوهان كانَ مُجرد همسة

"أريدُ سيهون."

عندها لوهان رَجعَ للواقع وإتضّحَ أنّهُ كانَ في المشفى. هو فقط كانَ يرى بضعة وجوه مشوشة بالقربِ منه. الطبيب دخلَ وإقتربَ من السرير. المُمرضة اللتي كانت بالقُربِ من لوهان إنحنت له بإحترام.

"منَ الجيد أنّكَ إستيقظت، كيفَ تشعر؟" الطبيب سأله، لوهان بقوتهِ الضعيفة إستدار خلفاً إلى الجهة اليُسرى قائلاً "إتركوني و شأني." لقد كانَ هناكَ الحُزن في عينيه، لقد كانتا خاليتين من الحياة. لقد كانَ كما لو أنَّ هناكَ ممّراً لا نهاية له في داخل عينيه حيثُ لا تعكِس عينيه ضوءاً و لا عاطفة. ومعَ ذلك عندما ينظر على سيهون بتلكَ العينين هو يستطيع جذبه إليه أكثر لكيّ يرى التعاسة و التوسُل في داخل لوهان.

الطبيب نظرَ عليه و تنهد بينما يُشير للمُمرضة أن تخرجُ معه لكيّ يتحدث معها لدقيقة. بينما رأى لوهان الطبيب يخرج هوَ حاولَ تحريك ساقيه لكنّهُ لم يستطع.

هوَ رفعَ المِلائة ورأى أنَّ ساقيه ليست مجروحة لكنّهما آلمتاه كثيراً. هوَ سَمِعَهم وهم يقفِلون الباب خمسُ مراتٍ بأقفالٍ مُختلفة للأمان. هوَ إستلقى على الوِسادة، رِداء المشفى جعلهُ يشعر بعدم الإرتياح. هوَ لم يشعر بخيطِ السعادة، عقلهُ إنجرفَ بداخل حُفرة بأفكار التعاسة بداخله.

هوَ بيئسٍ فكّرَ بجميعِ الأعباء. جميع آماله للسعادة تبخرت بسببِ الكَربِ والحُزن اللذان يُطاردانه.

"سيهون...عُدْ أرجوك..." لوهان شعرَ كما لو أنَّ قلبه قد تمَ إقتلاعه من مكانه. هوَ لن يكونَ مُكتملاً من دونِ قلبه، جزءٌ منهُ كانَ مفقود. فقط فجوة من الفراغ ما كانَ يملئ قلبه. و سيهون الوحيد اللذي يستطيع إعادة قلب لوهان المكسور.

لقد كانَ يشعر كما لو أنَّ هناكَ شيئاً ثقيلاً تمَ إلقائُه في حُنجرته وهو كانَ يُحاول إبتلاعه كما يبتلع أخطائه للأسفل. ضربات ألم حادّة كانت في صدره، هوَ لم يكن مُستعداً. هوَ كانَ يشعر بالثُقلِ في رأسه رُغمَ أنّهُ كانَ مُستلقياً على الوِسادة الكبيرة. الغثيان الكبير بداخله حفّزَهُ على التقيؤ و يداه كانتا تُؤلمانه. شعور الألم في معدته كما لو كانت تتمزق و شعور تباطُئ الوقت كانَ كثيراً عليه.

Reply - [ hunhan ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن