البارت السابع عشر

3.3K 296 229
                                    

الرياح سلكت طريقها في الشارع الذي كانت أضوائه خافتة، متجهة نحوَ الأشجارِ والشُجّيرات.

الصمت كانَ يحجُبُ الأصوات.

أصابع لوهان كانت مُتشابكة مع أصابع سيهون والذي بشكلٍ مُفاجئ لم يكن يُدّخن. ولكن سيهون كان لديه إهتماماتٌ أخرى عدا إدمانهُ غيرِ الصحّي. هو أمسكَ بيد لوهان بإحكام. إصبع واحد كانَ يمسح على باطن كفّه أعلى و أسفل. لم يخطُر على ذهنه أنَّ الليلة هيَ ستكون الليلة المنشودة. سيهون لم يكن مُستعداً لكن لوهان قالَ أنّهُ لن يستطيع البقاء في الجامعة. هو إستمرَ بقولِ أنَّ جونغان خلفه و يحاول قتله.

لو سيهون يسمح له بالإنتقال إلى شُقته سيكونُ بخير. ولهذا السبب هما كانا في طريقهِما إلى منزل لوهان لجلبِ أغراضه و ملابسه. هو طلبَ من كريس و تاو أن يجلبا سيارتهما لكي يقوموا لاحقاً بنقل حقائب لوهان وأغراضه. تاو لم يُمانع حقاً. كريس كانَ مُنزعجاً لكنّهُ إستسلمَ للأمر.

الضوء الوحيد في المُتَنزّه كانَ ضوء مصابيح الشارع الخافتة التي إنتشرت بشكلٍ عشوائي في المُتَنزّه وبالكاد أضائته. كلما إستمرا في الدخول أكثر في المُتنزّه قلّت أصواتُ المدينة والصوت الوحيد الذي باتَ مسموعاً هو صوت أوراقِ الأشجار. صوت صرصَرَةِ الأوراق تحت أقدامهِا تعالى عندما بدءا يقتربان من المنطقة المُغطاة بالثلج.

"سيهون..." لوهان كانَ خائفاً من كُلِّ شيء. ذلكَ الجونغان يُلاحقه وهو لا يستطيع زيارة منزل والداه. هو لا يستطيع. والداه لا يريدان التورط معه مجدداً. هما تبَرءا منه. كيفَ ستكون ردّة فعلهما إن ظهرَ لهما معَ سيهون؟ والدته بوضوح كانت تعرفُ من يكون وهي تملك وجهة نظر سيئة عنه لكن والده لم يكن يعرف عنه كثيراً، لكن والدته على الأرجح قد أخبَرَتْه. سيهون كانَ ربما يُبالغ قليلاً في القصة وجعلَ والد لوهان يكرههُ أيضاً.

أغصان الأشجار كانت تهتز بفعل الرياح الباردة التي ضربت وجه لوهان التعيس. هو كانَ يشعرُ أنَّ شخصاً ما يسخرُ منه. كما لو كانَ مُراقَباً عن طريق شخصٍ ما.

هوَ بوضوح سَمِعَ صوت ضحكة خلفه جعلتهُ يستدير بسرعة.

لقد كانَ صوت جونغان. نعم صوته. لوهان تمَعّن بنظره بكُلِّ الإتجاهات. لماذا هو هنا؟ هل تتَبَعهُما؟ هل حان وقتُ موت لوهان الآن؟ كلا لوهان لم يكن يريد هذا. بدلاً من أن يمسُكَ يد سيهون هو قام بإحتضان ذراع سيهون القوية إلى صدره و بدأ بالإرتجاف بسبب البرد والرعب.

سيهون كان حائر وهو يرى لوهان يستدير كُل ثانيتين ليرى خلفه. هو أيضاً كانَ يُحرّك رأسه و يُتمتم بكلماتٍ غير مفهومة بهمس. عندما إستدارَ سيهون ليرى ماللذي يجعلهُ قلقاً هكذا هو لم يرى شيئاً سوا الظلام والأشجار، هل من المعقول أن الظلام يُخيفه؟

Reply - [ hunhan ]Where stories live. Discover now