البارت العاشر

7.4K 378 671
                                    

رأس الدُش المَعدنِّي الذي كانَ مُعلّق فوقه بإهمال رَشَ المياه على جسده، تلامُس المياه المُفاجئ لجسده جعلهُ يشُدُ على عضلاته. الماء إندفعَ ببطئ و دَفَّىءَ الفتى و أراحَ الألم الذي كانَ يُصاحب أطرافه. أوه، كم تمنى أنَّ يومه سيكون أفضل. دمعة صغيرة دغدغت وجنته و إمتزجت مع الماء الصافي بينما هو بدأَ يمسح الصابون على يديه المُرتجفتيّن. أصابعه لامست شعرهُ الداكن و بدأَ بتدليك كُومَة الشعر المُبعثرة وهو يفُك العُقَد في خُصلاتِ شعره.

هو لم يكن يُريد أن يبكي أمام سيهون. هو لم يكن يريد أن يُصبح مصدر إزعاج، هذا كانَ آخر ما يتمنى حصوله. مُسبقاً هوَ تخلصَ من الرِسالة و مَثّلَ وكأنّهُ لم يكن أمراً يجبُ القلق حياله. لكنّهُ في الداخل كانَ يضرب رأسه في الحائط. لماذا كانَ هو؟ لوهان لم يستطع فهم لِمَ شخصٌ ما قد يُضيِّع وقته في أن يكتُب رسائل له رسائل و يُرسِلَ له أشياء غريبة. لقد كانَ مَضيَعةً للوقت الإختلاط بـ لوهان، لم يكن أمراً يستحقُ ذلك. إنّهُ فقط لم يكن كذلك. كُل شخص عرِفَ هذا. ولهذا السبب لا أحد يُكلّمه.

بإستثناء سيهون.

لوهان إبتسمَ بينما هو يُمرر الصابون على جسده وهذا لطّفَ بشرته الخَشِنة. لقد ذكّرهُ بـ سيهون عندما أرسلَ له رسالة هاتفية، مُعلناً بأنّهُ سيُساعد لوهان و يحرُسه. الصابون ربَتَ بلُطفٍ على عنقه مِثلَ عادة سيهون الغريبة في لعقِ لوهان، دموعٌ أكثر هربت من عينيّه و تَبِعَ ذلك قبضته وهي تلتقي بالحائط.

هو كَرِهَ كيفَ أنّ سيهون يحميه دائماً.

لكنّهُ إن كانَ صريحاً معَ نفسه هو أحبَ ذلك أيضاً. كثيراً إلى حدٍ ما.

في مكانٍ ما، بينَ لوهان الذي أرادَ أن يفوق توقُعات الجميع حوله وبينَ لوهان الآخَر الذي فقط أرادَ أن يعيش حياته بسلام، كانَ هناك فتى صغير يتوقُ إلى الحُب والراحة.

حُبٍ من شخصٍ ما

أي شخص

وهذا يجب أن يكون سيهون

لوهان شعرَ بخفّة وزن رأسه بمُجرد التفكير به. شعرَ بالخفّة الكبيرة لدرجة أنّه لم يستطع أن يقف بإعتدال. وبعدها بدأَ كل شئ بالدوران حوله، بينما حاوَلَ إدراك ما يجري حوله، هوَ شعرَ بساقيّه الضعيفتيّن تلتويان.

غيومٌ سوداء سلكت طريقها إلى رؤية لوهان الضبابيّة.

لقد كانَ مُثيراً لدرجة أنَّ لوهان كادَ أن يتفكك. هو كانَ يتجمد و يحترق في الوقت ذاته، المياه كانت بارِدة لكن فم سيهون كانَ دافئ جداً. هو كان يشتعل وهو يتمسَّك بقميص الفتى الأطول المُبلل وبالمُقابل ذراعَيّ الفتى الأطول سلكت طريقها حولَ خاصرتيّ لوهان. يداه إرتفعتا حولَ رقبة سيهون، أصابعه تشابكت مع خُصلات شعره. لوهان كانَ يشعرُ بالدوار وبشعورٍ جيد يغمُره. قلبه كانَ على وشك أن يخرج من صدره.

Reply - [ hunhan ]Where stories live. Discover now