Reply - [ hunhan ]

البارت السادس عشر

الرياح المُنعشة بعثرت خُصلات شعره بينما هو قامَ بتعديلها. خُصلاتُ شعرٍ عديدة تشابكت مع بعضٍ و غطّت جبهته. هو لن يُزيلَ شعرهُ حقاً حتى إذا كانَ يضايقهُ في الرؤية. هوَ معَ ذلك كانَ يوجه عيناه نحوَ الأرض. هوَ لم يكن يُريد أيّ تواصل أعيُن معَ الناس.

سيهون لم يُحِبَ هذا.

العديد من الناس في طريق المدرسة، ضِحكاتِهِم و صُراخِهِم. هوَ لم يُحِبَ هذا. هو كانَ بطريقهِ إلى مدخلِ المدرسة، جسده مسحوقٌ بين مئات الطلاب الآخرين.

بدونِ سابقِ إنذار، يدٌ أخرى أبعدت خُصلات شعره عن وجهه.

سيهون كانَ يعلم من كان. هو أغلقَ عيناه و إبتسم و إسترخى بينما شخصٌ آخر قامَ بتعديل شعره من أجله.

"هذا أفضل." الفتى الآخر إبتسم و ربتَ على وجنةِ سيهون الصَلِبة. باطن كفّه كانَ دافئ جداً مُقارنةً بوجنة سيهون البارِدة. لقد كانَ الفتى من أخلَصِ الفتية الذينَ عرفهم سيهون. لقد كانَ مُحِب و عاطفيّ على عكسِ سيهون الذينَ كانَ بارد المشاعر. لُطفَهُ بلا شك كانَ السبب في كونِهِ مُحتَرَم و مشهور. بغضِ النظر عن من أينَ يأتي، الناس يتطلعونَ إليه. سواء كانَ ذلك بسببِ وجههِ الوسيم أو بسبب الجو المَرِح الذي يُعطيه.

سيهون طوالَ الوقت كانَ يتبعه.

هو لم يكن يمتلك مهاراتٍ إجتماعية مثلَ صديقه، هو كانَ يتمنى أن يحصُل على أصدقاءٍ آخرين عداهُ هوَ و هيونا. لكنّهُ دائماً ينتهي به المطاف بأن يختبأ خلفَ جونغان و يُمسِكَ بقميصهِ من الخلف بحياء. كيم جونغان، هذا هو كانَ إسمه. هو كانَ يمتلك جميع المواصفات التي يتمنى سيهون أن يمتلكها. هو كانَ صديقاً رائعاً و لم يهجُر أحداً خلفه.

سيهون كان مُعجبٌ بهذه الصِفات. هو كانَ معجبٌ بقدرة جونغان على جعلِ الجميع يشعرونَ بالراحة. تلكَ لم تكن غيّرة أو حقد، كلّا. لقد كانَ إعجاباً صادِقاً. سواء إبداء مساعدة بسيطة في تعديل شعره أو القيام بفروظِهِ المنزلية، جونغان لم يتردد أبداً في مُساعدةِ الفتى. منذُ أن إلتقيا في الحظانة سيهون دائماً يشعرُ بالأمان معَ الفتى الأكبر. هوَ كانَ يكبُرُه ببضعةِ أشهرٍ فحسب لكن هذا لم يكن مُهِماً.

هو تَتَبّعَ جونغان، أكلَ معه، لَعِبَ معه و غفى بينَ ذراعيه.

ذلكَ كانَ هوَ الروتين. جميعُ من في الحظانة كانَ يعرِفُ بهذا. لا أحد كانَ يستطيع تفرِقَتِهِما، هذا الأمر حاسم و غير قابلٍ للنِقاش. لماذا هما كانا دائماً معاً؟ ماذا لو فرّقهما أحدٌ ما؟ لا أحد تجّرأ في التفكير بهذهِ المواضيع. طالما جونغان لا يُمانع بهذا فكانَ الأمرُ بخير. هو أحبَّ كونهُ كـ شقيقٍ أكبر لـ سيهون، هو كانَ يُحب كمية الإحترام و التقدير التي يستلمها من سيهون.