part 4

7.5K 571 142
                                    

----------------


After 2 days..
استيقظت في وقت الظهيرة فأنا ليس لدي عمل اليوم..
أحب أيام العطلة لأني ارتاح بها،واكرهها في نفس الوقت لأني لا أجد شيئاً لأفعله او اصدقاء اخرج معهم..

نهضت بتكاسل من سريري وقادتني خطواتي للاستحمام،ملئت الحوض بالماء البارد وألقيت بجسدي فيه..أغلقت عيناي بتعب،

وفجاة ظهرت في عقلي حادثة تلك الليلة،حينها انا أظن اني كنت اتخيل حقاً ولم اعلم سبب ما حصل معي،انا حتى لا اعرف هذا الشخص..

وفي صباح اليوم التالي كنت قد قررت أن أسأله من أين يعرفني ويعرف اسمي ايضاً..لكني فقط لم اراه..
طوال اليومين السابقين لم اراه ولا حتى صدفة..

هززت رأسي لأطرد هذه الافكار من عقلي انا لا اريد ان افكر به..
انهيت استحمامي ثم خرجت وارتديت ثياب منزلية مريحة وجففت شعري ثم توجهت للمطبخ لأتناول شيئا ما ..

قمت بتحضير الإفطار وتناولته وبعدها اتجهت لأجلس في غرفة الجلوس واشاهد التلفاز،قلبت الكثير من القنوات ولا يوجد شيء يثير اهتمامي..

عدت لغرفتي مرة اخرى ووقفت امام نافذتي انظر للسماء..
فجأة ظهر شيء في ذاكرتي ذكرني بذكريات سابقة،حولت نظري لأسفل سريري ثم توجهت له ومددت يدي اسفله واخرجت صندوق خشبي متوسط الحجم..

جلست على سريري وامامي صندوق ذكرياتي..أتأمله بهدوء وألم.

أنا لم افتحه منذ سنة،منذ ان بدات بنسيان ما حصل؛او تناسي بلأصح..

مررت أناملي عليه واخذت نفساً عميقاً وحاولت فتحه لكني ترددت كثيراً..
ثم استجمعت شجاعتي وفتحته،حينها وقع نظري على تلك الصور والاغراض..

لقد عادت كل ذكرياتي البائسة التي كانت في يوم ما جميلة..
اتذكر كل شيء وكل تفصيل حتى.
اغمضت عيناي لاسترجع ذكرى اول يوم لي هنا في كوريا،لقد مضى على وجودي هنا خمس سنوات ومع هذا اشعر أني اتيت البارحة.

كنت وحيدة جداً حينها،ما زلت طبعاً ولكن الفرق اني الآن اعمل بعمل محترم وجيد واملك منزل لطيف.

انا حتى لا اعلم لما اخترت كوريا بالتحديد عندما هربت من امريكا بسببه.
أنا فقط حينها حزمت حقائبي وخرجت من منزل عائلتي متجهة للمطار.
جلست على كرسي الانتظار وامامي حقيبتي،انظر لأُناسٍ حزينة على فراق من يحبون وأُناسٍ سعيدة لانهم سيسافرون مع من يحبون.

اما انا فسأسافر وحدي، حينها رايت امامي ثنائياً يبدوان متزوجان حديثاً ؛ فضولي قادني للتحدث معهم واكدت كلامي بأنهم متزوجان حديثاً ،اخبرتني المرأة وقتها بانهم عائدون لوطنهم كوريا كي يشاركو سعادتهم مع عائلاتهم..

في تلك اللحظة قررت ان أسافر الى كوريا،وبالفعل قمت بحجز تذكرة في اول طائرة متجهة لكوريا وكان موعدها بعد ساعتان،لذا انتظرت في المطار ذلك الوقت وبعدها كان قد حان موعد طائرتي،اذكر جيدا كم شعرت بالحزن وانا انظر من نافذة الطائرة إلى ارض بلادي امريكا ،لقد رحلت هرباً من كل شيء،رحلت لأني سئمت..

عندما وصلت الى هنا اخذت حقيبتي واستقليت تاكسي،لقد كان سائقها رجلاً جيداً فقد ساعدني على إيجاد غرفة كي أستأجرها ،لقد كانت غرفة واحدة مع مطبخ وحمام في حي فقير..لم يكن بها اثاث حتى.

غفوت في تلك الليلة فوق ملابسي كي أبتعد قليلا عن برودة الارض،لقد كانت تثلج حينها..حقاً امضيت ثلاث سنوات كالجحيم.

لا اعرف احداً وبصعوبة وجدت عملاً ؛ عملت في وظائف متعددة..
عاملة توصيل البيتزا وعاملة توصيل الصحف وغيرها من الاعمال المتعبة..
أحسست في تلك الفترة بأني مشردة تماماً ؛ وجدت صعوبة في التعامل مع الناس لأني اجنبية ولا انتمي لهذا البلد..

ولكن تغير كل شيء عندما في السنة الرابعة قابلت بائعة الزهور السيدة المسنة،لقد منحتني عملاً عندها في بيع الزهور، وعلمتني اللغة الكورية حتى اتقنتها بطلاقة..

لقد ساعدتني كثيراً، أنا مدينة لها بالكثير..
لكني لم اتابع عملي معها لاني وجدت عملا براتب أعلى بكثير في مطعم راقي..
السيدة المسنة لم تعترض وقتها او تنزعج مني بل دعمتني وساعدتني في قراري..

عملت في هذا المطعم سنة كاملة ولأن راتبي تضاعف قمت بشراء منزل في حي جميل واشتريت له أثاث بسيطاً جميلاً..
لقد كونت حياتي الخاصة الجديدة،ليست سيئة جداً ولكني افتقد حياتي القديمة مع عائلتي واصدقائي،لقد كانت حياة جميلة تملئها السعادة،حتى جاء ذلك اليوم وغير كل شيء..

اخرجني من شريط ذكرياتي صوت جرس الباب،فقمت بإغلاق الصندوق وارجعته مكانه ثم توجهت للأسفل.

فتحت الباب وقابلت امامي باقة كبيرة من الزهور الحمراء،تحمحمت قائلة "عفواً ..من انت؟"
فإبتعدت الزهور قليلاً وقابلت عامل توصيل البريد،لقد عرفته من ملابسه..

أردف قائلاً بإبتسامة لطيفة " أنتي الآنسة جوليانا دينس،أليس كذلك؟"
أومئت له باستغراب،فأكمل قائلا بينما يمد يده لي وبها دفتر وقلم قائلاً "وقعي هنا من فضلك " وقعت على الدفتر واخذت باقة الزهور منه وسألته "من أرسل هذه الزهور لي؟ "

رفع كتفاه قائلا "لا اعلم انا فقط مهمتي تسليم البريد "ثم رحل مبتعداً على دراجته.

دخلت للمنزل وجلست على الأريكة وامامي على الطاولة الزهور الحمراء.

لفت انتباهي بطاقة بيضاء بين الزهور فألتقطتها وقرأت ما عليها "ولأنكِ جميلة تستحقين هذه الزهور لتزيديها جمالاً..واعتبريها تعويضاً عن زهرتكِ الحمراء التي اصبحت أسيرتي..
كوني بخير،يوم سعيد لكي سنيوريتا.
مع تحياتي "your boy" "

انهيت قراءة هذه الكلمات وانا اشعر بالصدمة والاستغراب..
هو من أرسل هذه الزهور..سارق الزهور اللعين قام بإرسال الزهور الحمراء لي..
لما قال بأنه فتاي؟؟

أشعر بقليل من السعادة لا أعلم سببها..
ربما لأنه احدث تغييراً بسيطاً في حياتي المملة..

نظرت للزهور اتأملها واردفت بلا وعي "My Boy"...

~~~~~~

My Boy Opowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz