Part 16

5K 376 172
                                    

..................

"د..ديفيد !! "
نبست جوليانا بخوف وقلق يعتريها،بينما تتأبط ذراع زين وكأنها تحتمي به..
" بشحمه ولحمه عزيزتي.."
كانت هذه الكلمات الساخرة التي خرجت من فآه المدعو ديفيد ذو الشعر الأشقر والعينان الزرقاوتين والجسد المليئ بالوشوم المقززة..
أقترب بخطواته ليقف أمام جوليانا و زين،ويمد كفه ليصافح زين قائلاً بغضب مكتوم
"مرحباً "
نظر زين بنظرات باردة ل يد ديفيد المعلقة في الهواء أمامه ثم رفع نظراته لينظر لديفيد من أعلى إلى أسفل ..نظرات اللامبالاة والسخرية ممتزجة بالبرود ..
ثم ما لبث حتى ثبت نظراته الباردة بنظرات ديفيد المشتعلة وأردف محدثاً جوليانا ونظراته ما زالت على حالها قائلاً بهدوء
"لنذهب حبيبتي "
أومئت له جوليانا على الفور ..
تقدم زين خارجاً من المقهى متجاهلاً ديفيد الذي أنزل يده بحرج وغضب تحت أنظار بعض الاشخاص في المقهى ،ألتفت ليرى جوليانا تصعد بسيارة زين و زين يدير المقود لتتحرك تلك العجلات مصدرة أحتكاكاً جعل كل من في الشارع ينظر لمصدر الصوت بقلق ..
خرج ليقف أمام المقهى وأظافره قد غرست في كفه لشدة قبضة يده أثر الغضب الذي يعتليه..
نظر للطريق الذي رحلت به سيارة زين ليغمض عيناه بغضب.. ثوان ويعاود فتحهما بنظرات مخيفة قائلاً بينما يضغط على كل حرف
" لم ننهي حساباتنا بعد..عزيزتي جوليانا"
ثم توجه ليصعد دراجته النارية متجهاً ليبدأ بفعل ما يفكر به عقله..

في مكان آخر كانت جوليانا في غرفتها على سريرها بين أحضان زين تفرج عن مكنونات صدرها وحزنها بالبكاء..
فهذا كل ما تستطيع فعله الأنثى،البكاء..
حقاً لما الأنثى ضعيفة هكذا؟؟
لما لا نستطيع حل مشاكلنا سوى بالبكاء!؟
أعتقد بأنه لو أجتمعت دموع كل إنثى تبكي معاً..لشكلت بحراً من دموع مالحة تعادل ملوحتها البحار المالحة الأخرى..

لم يتكلم زين بأي شيء معها،بل جعلها تبكي كي ترتاح بهدوء..
ظل يراقبها وهي تبكي وتشهق وهو يحتضنها ليشعرها بلأمان بينما قلبه مع كل شهقة من شهقاتها كان يأن ألماً على حزن ملكته..
بعد ساعة كاملة من نحيب جوليانا شعر زين بهدوئها المفاجئ،لينظر لها فيجدها نائمة بعمق وتعب واضح على وجهها..
قبل جبينها بعمق وحب ثم مددها على سريرها ودثرها بلأغطية وتوجه ليخرج من الغرفة بعد أن أطفئ الضوء.

نزل السلالم إلى غرفة الجلوس ليقابل نظرات والداها القلقة،تقدم ليجلس على الأريكة المقابلة لهم قائلاً بهدوء
"لقد نامت "
شهقت كريستينا ببكاء بين احضان زوجها تشارلي ليربت على رأسها قائلاً
"كفي عن البكاء عزيزتي..لن يصيبها مكروه ..لن يجرأ على الاقتراب منها "
أومئت له بينما تجفف دموعها بمنديل ناولها أياه زين ..
حمحم زين قائلاً
"لا داعي للقلق،أنا سأحرص على سلامتها..لن يقترب منها ..أعدكما بهذا "
أومئ الأثنان له وأردفت كريستينا
"نحن نثق بك "

أستأذن زين من كلاهما وذهب إلى غرفته ليفتح حاسوبه ويتفقد بريد أعماله الذي ترسله السكرتيرة الخاصة به كل يوم..
بينما يقوم بتوقيع بعض الأوراق كي يرسلها بالفاكس لاحقاً إلى سكرتيرته،رن هاتفه معلناً أتصالاً وارد..
نظر زين لشاشة هاتفه التي أضاءت بأسم ..لوي..
ألتقط الهاتف وأجاب
"مرحباً "
ليأتيه صوت صديقه الغاضب من الطرف الآخر قائلاً
" صديقي زين الخائن ستتزوج ولم تخبرني !! وأعرف أنا من سكرتيرتك؟؟ وأنت بأمريكا أيضاً !؟ "
أجاب زين بتعب
" أعتذر لك لوي ...ولكن الأمور حصلت بسرعة صدقاً وكنت سأتصل لأخبرك أن تأتي ف زفافي بعد يومين فقط "
شعر لوي ببعض الحزن والتعب الظاهر بنبرة صديقه ف رد بمرح
" أيها الأحمق الذي سيتزوج قريباً ..هل تعتقد بأني أنتظر منك دعوتي؟؟
أنا بالفعل في امريكا لحضور زفافك "
شهق زين قائلاً بصدمة
"هل أنت حقاً هنا؟ "
أومئ لوي بإبتسامة مرحة ..ليأتيه صوت زين الساخر
" كما تعلم أنا لست أمامك..ولكني متأكد بأنك قد أومئت لي الآن "
أنتبه لوي لما فعل،فقهقه ضاحكاً ليشاركه صديقه الضحك كذلك..
"إذاً فلنتقابل غداً في مقهى قريب من الفندق الذي أنا به حالياً ..حسناً؟ "
أردف لوي بجدية مصطنعة محاولاً التوقف عن الضحك .
ليجيبه زين قائلاً بضحكة خفيفة
" أجل بالتأكيد..عمت مساء "
"حسناً..لك أيضاً،وداعاً"
نبس لوي ثم أغلق الخط.

My Boy حيث تعيش القصص. اكتشف الآن