part 10

5.8K 468 47
                                    

..............

" ما اللعنة !! أخرجوني من هناا " صرخت جوليانا بغضب بينما تضرب الباب بقدمها وبيديها تمسك المقبض محاولة فتحه ..

لقد مضى على وجودها في الغرفة ما يقارب الساعة، وطوال هذا الوقت لم يجبها أحد لأنه لم يتجرأ أحد على الاقتراب من غرفتها حتى..
فهذا يعني عصيان أوامر السيد زين ..

جلست بتعب على سريرها وتنهدت بغضب،عقدت ساعديها أمام صدرها وتمتمت من بين أسنانها
" أنت مختل عقلي بالفعل زين مالك ،أنت مجرد غريب أطوار أحمق"
صرخت في نهاية كلامها .
ثم ما لبثت حتى نهضت من سريرها تزرع الغرفة مشياً ذهاباً وإياباً..
أردفت بغضب بينما تقف في مكانها دون حراك تضغط بكفيها على رأسها
" ما بكِ جوليانا أنتي لستي ضعيفة لهذه الدرجة ..هيا فكري بلعنة ما تخرجكِ من هنا "

جالت بنظرها في أرجاء الغرفة حتى وقع نظرها على باب زجاجي طويل منسدلة فوقه الستائر اللؤلؤية ..
أمعنت النظر به جيداً وتقدمت نحوه بسرعة واضعة يديها على مقبضه ..تنفست بعمق وتوتر وهي ترجو ألا يكون مغلق..
أدارته ببطئ وإذ به يفتح ..
توسعت إبتسامتها وبسرعة قامت بفتحه لتظهر لها شرفة دائرية مزينة حوافها بسلال الزهور المتنوعة.

خطت خطواتها لتقف قرب الحافة مسندة يداها،نظرت للأسفل لترى حديقة القصر وعلى ما يبدو أنها الحديقة الخلفية للقصر..
لاحظت أنه على بعد مسافة ليست بالقصيرة يوجد أسوار القصر .

أغمضت عيناها بغضب ثم فتحتهما على وسعهما فور أن خطرت لها فكرة بدت لها أكثر من رائعه..

عادت لداخل غرفتها بخطوات واثقة وأخذت تنظر لملائات السرير بخبث ثم سارعت بجمع كل الملائات وقامت بعقد أطرافهم بقوة معاً ..
ثم أخذت تبحث عن الملابس حتى وجدتهم وقامت بعقدهم مع الملائات بإحكام .

نظرت إلى ما صنعته بفخر وأبتسمت بمرح قائلة " هيا جوليانا تشجعي.."

أخذت حبل الملائات والملابس الطويل وخرجت إلى الشرفة،نظرت للأسفل بتمعن وتأكدت من عدم وجود أحد ثم قامت بعقد طرف من الحبل مع حافة الشرفة ثم قامت برمي الباقي للأسفل.

أخذت نفساً عميقاً ثم تمسكت بحبل الملائات بتوتر وخوف ثم ابتعدت عن الشرفة حتى أصبحت معلقة في الهواء ممسكة بإحكام بالحبل .
تمالكت نفسها قائلة
"لا تنظري للأسفل..لا تنظري للأسفل "
ظلت تردد هذه الكلمات بينما تنزلق بخفة إلى الأرض.
شعرت بأنه لم يتبقى الكثير فنظرت للأسفل لترى إن طول الملائات انتهى وتبقى لها لتصل إلى الأرض ما يقارب بضعة أمتار قليلة ربما.

أغمضت عيناها بخوف وقلبها ينبض بقوة ثم ما لبثت حتى أفلتت يداها عن الحبل لتقع على الأرض بقوة.
شهقت بألم واضعة يدها على فمها لتكتم شهقاتها ..
نظرت لكاحل قدمها اليمنى العاري لترى ذلك الجرح الكبير الذي قد بدأ ينزف فعلاً ..
نظرت لملابسها ثم مالبثت حتى قامت بتمزيق قماشة متوسطة من التيشيرت الذي ترتديه وبعدها قامت بلفه حول جرح كاحلها .

نهضت من مكانها وبدأت تركض بتعثر بسبب ألم قدمها .
ظلت تركض وتركض دون أن تنظر لخلفها وهي تدعو في داخلها ألا يراها أحد..
حتى وصلت لسور القصر الحديدي الكبير.
نظرت مطولا له حتى أخذت نفساً عميقاً وهمَّت بتسلقه بصعوبة حتى وصلت لآخره ثم ما لبثت حتى نزلت إلى الطرف الآخر وألم قدمها قد أزداد بشكل مضاعف والنزف كذلك ...
لكنها لم تأبه بذلك بل نظرت أمامها لترى غابةواسعة لا يبدو إنها ستعرف نهايتها .

أخذت بخطواتها تمشي داخل هذه الغابة ..مشت ومشت مطولا حتى شعرت بالتعب ،الألم ،والعطش ..
جلست قرب جذع شجرة وأسندت ظهرها عليه تلتقط أنفاسها لبضع دقائق.

نظرت حولها لتتأكد أنها ابتعدت عن القصر لأنها لا ترى أي أثر له الآن.
ثم أعادت نظرها لكاحلها لتلمسه بخفة وتتمتم بألم
"هذا ما كان ينقصني "

أغمضت عيناها بتعب وما إن كادت أن تغفو حتى شعرت بحركة حولها،فتحت عيناها بفزع ونظرت حولها بخوف من أن يكون زين عثر عليها.

ظلت تتابع حركة الصوت الذي شعرت به يقترب أكثر وأكثر ..
حتى توقف الصوت والحركة تماماً خلف الشجيرات التي أمامها .

نظرت بترقب ورعب لترى من هذا.
وما لبث حتى خرج من خلف الشجيرات بعينان حادة ثاقبة تدب الرعب في القلوب ..
شهقت بذعر وصرخت بخوف
"  ..النجدة ! "

...............

My Boy Where stories live. Discover now