الدقيقةُ الرابعة

1.8K 329 32
                                    


"ولمَ الرحيل؟"
ابتسمتْ لهُ بضيق ثمَّ تحاشتْ نظراته متمتمةً "بلا سبب، ولمْ يتبقى لي الكثير بكل حال. لذا أردتُ الاستمتاع وحدي بأيامي الأخيرة"

"آخر أيامكِ؟ ماذا تقصدين بكلامكِ؟" تسائلَ وتوقفَ عن السير غير مصدقٍ لكلامها، وشعرَ كأن شيئاً حاداً جَرحَ أعماقَ قلبهِ

التفتتْ لهُ بفاهٍ مرتجف، ثمَّ عضتْ على شفتيها وابتسمتْ بصعوبة "لن أستطيع العيشَ كثيراً يا أحمد، الحياةُ ليستْ منصفةً مع الجميع"

شعرتْ بسوء الحال بينهما فقررتْ تحسينَ الوضعِ مقترحةً "ما رأيكَ لو ذهبنا إلى أحد الأكشاك لعلنا نأكلُ شيئاً؟"

أومأ لها و سبقها في المشي بلا نطقِ كلمة، فقد كانَ الألمُ قد غُرسَ جيداً داخلهُ، لمْ يعلم منذُ متى أتخذتْ مكاناً بقلبهُ رغمَ أنهما لم يتجاوزا النصف ساعةٍ سوياً

"كم تبقى لكِ يا جُمان؟"

عِشرون دقيقة| twenty minutesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن