الدقيقةُ التاسعةَ عشر

1.1K 273 18
                                    


التقطَ بعضَ الهواءِ بصعوبةٍ حين وصولهِ إلى الغرفةِ المطلوبة، فقدْ صُعقَ حينما اخبرتهُ بكونها أصبحتْ في المشفى، فجرى بأقصى ما أمكنهُ من سرعةٍ غير آبهٍ بما يحدثُ حوله

طرقَ الباب بخفةٍ ثمَّ دلف للغرفة. وجدها مستلقيةً على فراشِ المشفى الأبيضْ، و شالها الذّي تشابه شحوبُ لونهِ مع لون وجهها

ابتسامةٌ شقتْ طريقها على وجهها لما رأته، وكانتْ لتنهض لمعانقتهِ لولا وجودُ الأسلاكِ في يديها

"اوه، جُمان شاهين" بادلها الابتسام بحزن، وخطى ليجلسَ على مقعدٍ بقربها

"ما هو شعوركِ؟" تسائل ببعض التردد واخذ يتفحص تفاصيلها للمرةِ الأخيرة

"لا أعلم، إنني خائفةٌ لما سيحدث بعد ذلك، ولكني بالوقت ذاته سعيدةٌ بهذا. اعتقدُ أني سأشتاقُ لكَ و لمغامراتكَ الغريبة"

اقتربتْ بعض القطراتِ المالحةِ إلى حوافِ عينيها، وعضتْ على شفتيها محاولةً قدر المستطاع ألا تذرفَ دمعاً

"أتعلمُ ماذا ؟إني لن افتقدكَ وحسب، بل سأشتعلُ لهيباً بسبب بُعدكَ عني. إنني أحبكَ لحدّ الموت يا أحمد، و لو أني علمتُ بهذه المشاعر سابقاً لقمتُ بالعديد من الأشياء لأجلك .ولكن لا وقت!"

زفر بحزنٍ و نهض لمعانقتها للمرةِ الأولى و الأخيرة، وأخذ يستنشقُ رائحتها جيداً علّها تبقى محفوظةً لديه .رغم ذلك فهو للأن لا يصدقْ كون هذه المرة ستكون الأخيرة لهما سويّاً

عِشرون دقيقة| twenty minutesWhere stories live. Discover now