الدقيقةُ العشرون

1.7K 357 117
                                    


فتحَ كتابهُ الصغير وجلسَ على مقعدٍ في أحد الحدائق العامة. ثمَّ بدأ بأخذِ أنفاسٍ عميقةٍ، محاولاً كبتْ الحزن داخله

لقد رحلت

لم يكن ليصدقْ يوماً أنها ستفارقهُ بهذه السهولة، ولكن الرياح لا تجري بما تشتهي السفن، وكذلك رياحهُ

كان هذا اليوم هو ذكرى يوم وفاتها، ونعم قد مضى على وفاتها عامٌ كامل، استطاع فيها أن يؤلفَ كتاباً تداولتهُ العديدُ من الأيدي من مختلفِ السكان. كان الكتاب يتحدث عنهما ،عن قصتهما اليائسة في إيجادٍ الفرح في أبسطِ الأمور، عن حبهما الذّي لم يتجاوز الشهر حتّى

"من كان ليصدق أنكِ ستظلين في فكري للأن؟ إنكِ تظهرين في أحلامي و يقظتي. روحكِ ترافقني أينما ذهبت. و للأن استمعُ لضحكاتكِ التّي كانتْ تصدرُ منكِ أثناء حديثنا على الهاتف"

تلّوثتْ صفحاتُ دفترهِ ببضع قطراتٍ من دموعه

فأكمل "وكنتِ تتوقعين مني نسيانكِ؟ اه فقط لو تعلمين شعوري ايتها المحبوبة. مازلتُ اشتمُ رائحتكِ التّي التقطها في آخر يومٍ لنا سوياً. ونسيتُ إخباركِ، إن الفتى الذّي قمتي بالتبرعِ لهُ بخير، وانا أصبحتُ استاذهُ في المدرسة، إني اهتمُ به كما كنتُ ساهتم بأطفالنا سوياً"

خرجتْ عدةُ شهقاتٍ من بين شفتيه ،فاستكمل كلامه "لم يتسنى لي وقتٌ حتّى اعترف لكِ بمشاعري حتى، لم أعبر عمّا يأخذهُ حبي لكِ من قلبي_على الرغم من أني أؤكد لكِ كون قلبي قد سلمته لحبكِ بأكمله_ ولم أفعل ما يفعله كل محبوبٍ لمحبوبته، لم نملك وقتاً لذلك حتى. كان اطول و أجمل مدةٍ قضيناها معاً لم تتجاوز العشرين دقيقة"

عِشرون دقيقة| twenty minutesWhere stories live. Discover now