- 3 -

11.6K 597 56
                                    

أيقظتها أشعة الشمس المتسللة من نافذة، ففتحت جفنيها بصعوبة، ثم مددت ذراعيها و هي مستلقية على ظهرها، ثم شردت في سقف الغرفة لمدة قبل أن أن تنهض و تجلس. مسحت وجهها بكفيها، ثم تجولت ببصرها في الغرفة. إلتقطت هاتفها ثم تفقدت الساعة. كانت تشير إلى الثامنة و النصف صباحا.

قامت من على الفراش، رتبت شعرها، ثم إرتدت سترة فضفاضة طويلة على الصدرية و السروال القصير اللذان كانت ترتديهما. خرجت من الغرفة، ثم هرعت إلى الحمام. حركت المقبض لتفتح الباب، لكنه كان مغلقا. تأففت، أطبقت جفنيها في إنزعاج لثانية، ثم دقت الباب.
- متى ستخرج من الحمام يا سيد ماكس؟

أجاب ماكس من خلف الباب، بعد أن توقف صوت تدفق المياه.
- أنا أستحم الآن. قليلا بعد.

ثم عاد صوت إنهمار المياه.
قلبت ريما عينيها ثم دخلت المطبخ المفتوح. فتحت الثلاجة الصغيرة و أخرجت منها بعض الخبز و الجبن و قنينة عصير إشترتها أمس في طريق عودتها إلى البيت، ثم أعدّت لنفسها شطيرة، و جلست لتناول فطورها. أخذت بضع قضمات، شربت من عصيرها، ثم غادرت المطبخ مسرعة نحو الحمام، و هي لاتزال تحمل  في يدها ما تبقى من الشطيرة. دقت الباب للمرة الثانية. فأجاب ماكس بعد صمت.
- دقيقتين و سأخرج.
- منذ متى و أنت في الحمام؟ أسرع. لا أستطيع التحمل أكثر. علي قضاء حاجتي.
- قلت قليلا بعد!

طرقت مرتين، حركت مقبض الباب، ثم عادت تطرق.
- أسرع و إلا سأدخل.

أجاب في إنفعال.
- قلت سأخرج! انتظري قليلا.

هدأت لوهلة و هي تحدق بالباب. لم يعد صوت المياه المنهمرة من رأس الدش يسمع، فدقت مجددا.
- أخرج وحسب. سأنظف الحمام.
- سأخرج. سأخرج قلت!!

إنتظرت لثلاث ثواني لا أقل و لا أكثر، ثم عادت إلى تحريك المقبض. و في تلك اللحظة فتح ماكس الباب على مصرعه و صاح بها، فتراجعت بضع خطوات و أطبقت جفنيها بإحكام مشيحة بوجهها.
- ها هو ذا الحمام! لقد خرجت. إرتحت الآن؟! أسرعي وقضي حاجتك تلك التي لا تنتظر.

رفعت بصرها إليه في تردد ثم إعتذرت متلعثمة عندما وقعت عينيها على شكله المثير. شعره الكثيف المبلل، رموشه المبعثرة بشكل لطيف، شفتاه اللتان إشتدّ إحمرارهما بعد حمام ساخن، و عضلات صدره المزينة بقطرات من الماء. خرج من الحمام ثم أسرع نحو ملابسه التي تركها على حقيبته.

كانت ريما تحاول أن لا تحدق به، فتتحسس جبينها بأصابعها تارة، و تشيح ببصرها تارة.
- أ لن تدخلي؟ لما كنت تزعجينني إذا؟

إلتفتت إليه كالمتفاجئة، ثم أجابت متلعثمة و هي تتجول في المكان بعينين مرتبكتان:
- صحيح.. فقط.. أنا.. سأدخل..

حب الصيفWhere stories live. Discover now