الفصل الأخير - 18 -

10.9K 612 167
                                    

سأل ماكس و هو يساعد ريما في وضع أمتعتها في المكان المخصص لها في مقصورتها في السفينة:
- ما رأيك أن نصعد إلى سطح؟ الجو جميل بالخارج.

أومأت له مبتسمة.
- فلنصعد.

****

كان سطح السفينة واسعا فسيحا و مضاءا من كل الجوانب، يتوسطه مسبح حوله بضع كراسي، و محلات صغيرة مغلقة. تقدما معا نحو الجدار الزجاجي الذي يحط بالسطح، ثم وقفا يطلان على إنعكاس النجوم على مياه المحيط.

رفعت ريما عينيه إلى السماء ثم همست:
- المكان جميل هنا.

إستشق نفسا عميقا ثم زفره.
- سأشتاق إلى هذه اللحظات.

أومأت و هي لا تزال تتجول بين النجوم ببصرها.
- و أنا أيضا.

أطال النظر إليها ثم قال:
- سأشتاق.. إليكِ.

إلتفتت إليه، فتعانقت نظراتهما.
- أنا أيضا.. سأشتاق اليك.

ثم أضافت بنبرة مرحة:
- سأشتاق إلى شجارنا عن الحمام و من سيستعمله أولا كل صباح.

إنفجر كلاهما ضاحكا، ثم أكملت:
- سأشتاق إلى طبخك. سأشتاق إلى وجودك و صحبتك.

تنهدت في ما يشبه الارتياح، ثم عضّت على شفتها لثانية و هي هائمة بعينيه الثلجيتين.
- سأشتاق إلى الحديث معك.. و الاستماع إليك.
- أنا كذلك. سأشتاق إلى عنادك، و إلى تقلبات مزاجك. و سأشتاق إلى تصرفاتك الغريبة أيضا!

أخفت ريما وجهها بكفيها، فاتسعت إبتسامة ماكس.
- سأشتاق إلى الحديث معكي، و الاستماع إليك. شأشتاق إليك حقا.

إمتلأ المكان فجأة بلحن هادئ، فالتفت ماكس حوله.
- أحدهم يعزف على البيان!
- لكن أين؟
- ربما في المطعم. أذكر أنني رأية آلة بيان هناك.

أومأت متذكرة ثم سألت:
-  أ ليست إحدى سيمفونيات بيتهوڤن؟ سيمفونية ضوء القمر، أليس كذلك؟

رفع حاجبيه.
- لم أكن أعلم أنك مهتمة الموسيقى الكلاسيكية!
- مهتمة قليلا.
- إذا فلابد أنكي تجيدين الرقص أيضا.

أمالت رأسها قليلا.
- ليس جيدا.

تراجع ماكس عن الجدار الزجاجي، إستقام أمامها، ثم مدّ لها كفّه بكل إحترام.
- هل لي بهذه الرقصة يا آنستي؟

هزّت رأسها رفضا و هي تضحك.
- قلت لا أجيد الرقص جيدا.
- لا بأس.

أمسك بيدها، ثم رافقها إلى حيث يستطيعان التحرك بحرية.
- سأعلمك.
- ستعلمني؟!

حب الصيفWhere stories live. Discover now