- 11 -

8.3K 500 21
                                    

قضت ريما يومها بالكامل مع ماكس، كلير و شون و رفاقه في ممارسة و تجربة جميع الأنشطة المائية تقريبا. وعندما حان وقت الغداء، إتفقوا قبل أن يفترقوا على الإلتقاء مجددا مساءا عند المغيب ليجلسوا معا على شاطئ البحر حول النار و يتحدثوا، يقصوا القصص و ربما يغنوا و يتناولوا الطعام معا. وافق الجميع على ذلك، ثم غادروا إلى غرفهم بالفندق، و آخرون الى البيوت التي إستأجروها.

غادرت ريما تاركةً ماكس برفقة كلير، بعد أن سمعتهما يتحدثان عن تناول الطعام معا. توقف عن السير فجأة، أطبقت جفنيها ثم زفرت زفرة قوية تفضح إنزعاجها.
- و ما شأني به! فليذهب معها إلى حيث يريدان؟!

ثم شرعت في السير مجددا، و هذه المرة بخطوات سريعة. و قبل أن تتمكن من الابتعاد أكثر من المحطة، سمعت صوت ماكس ينادي عليها و يطلب منها أن تتمهل، فالتفتت إليه بعينين متسعتين قليلا.
- ماكس!

وقف أمامها و هو يلتقط أنفاسه.
- ماذا هناك؟
- أ ذاهبة إلى البيت؟

أومأت له.
- لأتناول الطعام ثم أرتاح قليلا.
- لنذهب معا إذا.
- أ لم تكن ستتناول الطعام مع كلير؟
- إقترحت علي الأمر ليس إلا.

إبتسم.
- لما تسألين؟
- فقط.. سألت.

ثم تركته  خلفها و أكملت طريقها، فلحق بها.
- ما رأيكِ لو نتناول الغداء في مطعم ما؟
- تعرف مطعما؟
- بالطبع.
- فلنشتري الطعام إذا، و لنتناوله بالبيت.
- لما لا.

ثم أمسك بيدها.
- لنسرع إذا.

ثم إنطلق جريا و هو يسحبها، فأسرعت في خطواتها كذلك لتوافق سرعته، و هي تضغط على شفتيها المبتسمتين.

****

جلسا يأكلان في صمت لمدة طويلة، إلى أن سأل ماكس متذكرا:
- بالمناسبة، متى ستنتهي رحلتك؟
- لماذا تسأل؟ ترغب في التخلص مني؟
- لا! لا، لا، أبدا. فقط.. لأن رحلتي ستنتهي هذا المساء.

رفعت عينيها عن شطيرتها أخيرا و نظرت إليه.
- ستذهب.. اليوم؟

أومأ لها.
- و متى.. ستغادر بالضبط؟
- منتصف الليل.

أطرقتت برأسها قليلا، فتحت شفتيها و كأنها تستعد لتقول شيئا، لكنها أطبقتهما مجددا.

قال مبتسما:
- أعلم أنكِ ستشتاقين إلي.
- في أحلامك! و أخيرا سأستيقظ لأجد الحمام فارغا، و أستعمله متى أشاء.

إفترت شفتاه عن ضحكة واسعة صامتة.
- الحمام! هذا كل ما يزعجك؟

أومأت.
- كما أنني أريد بعض الخصوصية أيضا. من الصعب أن تعيش مع الجنس الآخر تحت سقف واحد، خاصة عندما يكون غريبا عنك.
- أ لا أزال.. غريبا عنكي؟
- لم يمر على لقائنا سوى سبعة أيام. بالطبع لا تزال غريبا!
- الجميع يظن أننا صديقان.
- ربما نحن كذلك. بما أننا نعرف بعض قليلا.
- أي باختصار، أننا لسنا غريبان عن بعض.

حب الصيفWhere stories live. Discover now