حب الصيف

. Special Part .

غسلت أسنانها، ثم وجهها، ثم شرعت في تصفيف شعرها البني المموج على شكل كعكة، وهي تخرج من حمام غرفتها. إلتقطت كنزة بيضاء فضفاضة طويلة كانت على السرير، ثم إرتدتها و خرجت من الغرفة إلى المطبخ المفتوح على غرفة الطعام.

إلتفت ماكس إلى ريما عندما شعر بإقترابها، تبسم لها، ثم ناولها فنجان قهوتها، و طبع قبلة طويلة على جبينها.

همس لها بصوت مبحوح لطيف:
- صباح الخير.

طبعت قبلة على ثغره.
- صباح الخير.

إرتشف ماكس من كوبه، وضعه جانبا ثم عاد إلى تقطيع الخضار.
سأل:
- كيف كانت المقابلة الصحفية التي أجريتها أمس؟

إحتست القليل من كوبها ثم أجابته:
- كانت جيدة! لم أكن أعلم أن رواياتي مشهورة في جميع أنحاء العالم هكذا!

ثم سألت و هي تراقبه يقطع الفطر ببراعة:
- أ تعد عجة البيض بالخضار؟

أومأ لها ضاحكا.
- أعلم جيدا كم إشتقت إلى طبخ زوجكِ العزيز!

أخذت جرعة ثانية من كوبها، ثم وضعته بالقرب من كوب ماكس، و ضمته من الخلف.
- الحقيقة أنني إشتقت إلى طبخك! و إشتقت إليك. كثيرا.

أفلتت خصره ثم رفعت كفيها إلى كتفيه و شرعت تدلكهما برفق.
- أ لم تشتق إلي؟

وضع السكين، مسح يديه، ثم إستدار إليها ولفّ ذراعيه حول خصرها.
- بلى، إشتقت إليك كثيرا! لكن الغريب في الأمر أننا لم نفترق سوى لمدة ثلاثة أيام!

إنفجرت شفتاها عن ضحكة لطيفة، ثم أراحت كفّيها على صدره.
- صحيح، لكن.. شعرت بها و كأنها أسابيع.

رتب خصلات شعرها المتدلية و أعادها إلى خلف أذنها.
- من يسمعنا سيظن أننا تزوجنا حديثا!

عضّت على شفتها لثانية ثم قالت:
- ربما مرت خمس سنوات على زواجنا، لكنني كل صباح، كلما إستيقظت، أشعر و كأنه.. يومنا الأول معا.

دنا منها، طبع قبلة طويلة على شفتيها، ثم ضمها إلى صدره بدفئ فضمّته إليها بدورها.
- الآن أدرك تماما ما هية المشاعر التي يتقاسمها أبي و أمي. و كأن حياتهما كلها أيام من شهر العسل!
- من الجميل أننا نملك ما يملكه والداك.

تراجع عن حضنها قليلا، تفحّص عينيها طويلا، ثم قال متذكرا:
- بالمناسبة، بما أننا هنا، لما لا نزور والديكِ قبل أن نعود إلى نيو يورك؟
- بالطبع، لما لا.
- لا أقصد أن نلقي التحية عليهما ثم تغادر. لما لا نقبل دعوتهما للعشاء هذه المرة، و نمضي برفقتهما بضع ساعات؟