- 7 -

9.1K 537 15
                                    

تجولت بين المتاجر لمدة، ثم إشترت لنفسها قنينة ماء، قنينة عصير و بعض الحلويات و السكاكر. نزلت إلى الشاطئ و كيس مشترياتها في يدها، و صندلها في يدها الأخرى، ثم مضت تتمشى فوق الرمال الذهبية الدافئة بقدميها الحافيتين.

كان بعض الناس من حولها مستلقين يستمتعون بأشعة الشمس، و البعض الآخر يسبح، و آخرون يلعبون ألعابا شاطئية، ككرة قدم، الكرة الطائرة، و غيرها.

تقدمت ريما نحو أحد كراسي التشمس الفارغة، جلست ثم وضعت الكيس على الطاولة الصغيرة بالقرب منها، و الصندل على الأرض، ثم إستلقت. رفعت نظاراتها الشمسية إلى رأسها لتلقي نظرة على أمواج البحر الهادئة، ثم أنزلت النظارات إلى عينيها لتحجب عنهما أشعة الشمس تماما. أخرجت قنينة العصير من الكيس، فتحتها ثم شربت منها.
- منعش..

خلعت سترتها ثم عادت للاستلقاء، و هي في قميص رياضي ذو أكمام قصيرة، و سروال يصل طوله إلى حد الركبتين. ظلت ريما مسترخية تحت أشعة الشمس الدافئة لمدة طويلة، إلى أن شعرت بظِلِّ أحدهم يقف بجانبها فجأة. فتحت جفنيها ببطئ و ألقت نظرة عليه، ثم أسرعت في الجلوس عندما تبسم لها.

سأل:
- هل لي بالجلوس؟

أومأت له و هي تدرس ملامحه المألوف، محاولة تذكر من يكون، أو على الأقل أين رأته. جلس على الكرسي بجانب كرسيها، ثم سأل مجددا:
- أ لا.. تتذكريني؟

هزّت رأسها نفيا في تردد واضح.
- ربما رأيتك.. في مكان ما.. لا أذكر.

أطالت النظر إليه، إلى عيناه الخضروتان الفاتحتين، إلى أنفه المستقيم، إلى شفتيه النحيلتين، و شكل وجهه الجميل... إتسعت عيناها عندما مرت صُوَرٌ من ليلة أمس أمامها. تذكرته، و تذكرت بعض ما حدث. تذكرته و هو يقدم لها سترتها، و تذكرت دعوته لها، ثم صراخها في وجهه دون أن تفهم لماذا فعلت ذلك بالضبط.

إحمر وجهها فجأة و إتبكت عيناها.
- أنت؟ في الحفل.. أنا.. أنا آسفة.. لم أقصد.. أنا..

قاطعها متبسما.
- في الواقع.. أتيت لأعتذر.
- آسفة.
- و أنا أيضا، آسف حقا. لم أقصد الإساءة أبدا.
- في الواقع.. لا أتذكر سوى بعض الأحداث القليلة. كان الأمس.. أول مرة أشرب فيها.. و بالخطأ.

رفع حاجبه في دهشة.
- حقا؟

إكتفت بإيماءة، ثم أطرقت برأسها قليل، و هي تتحسس مؤخرة عنقها في إرتباك.

مدّ يده إليها طلبا للمصافحة.
- إسمي "شون".
- و أنا ريما.
-  إسمٌ جميل.

إفتر ثغرها عن ضحكة خجولة.
- شكرا لك.

عضّ على شفته لثانية ثم إقترح عليها:
- ما رأيك لو.. تنضمين إلينا، أما و أصدقائي؟

حب الصيفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن