- 14 -

8K 487 74
                                    

إقتربت صوفي من الموقع الذي ينصب فيه ماكس خيمته بمساعدة ريما، ثم إعتذرت عن مقاطعتهما و سألت:
- هل لي باقتراض خيمة منكما؟

تبادل الاثنان نظرة سريعة متفاجئة، ثم أسرعت ريما إلى صديقتها و هي تشرح:
- لا نملك سوى خيمتين. واحدة لي، و الأخرى ل ماكس.
- أ لا يمكنكما إستخدام خيمة واحدة؟

فرك ماكس مؤخرة رأسه في إرتباك.
- أحقا.. لا يوجد.. حل آخر؟

أجابته صوفي بنبرة منهزمة:
- لا أحد هنا يمكنه المساعة. أغلب الحاضرين سيتشاركون خيمهم. و سام.. ذلك الأبله.. ذكرته مرارا بإحضار خيمتينا، و مع ذلك نسي إحضارهما.

ثم أضافت بعد سكوت:
- أ لستما صديقان؟ يمكنكما مشاركة خيمة واحدة و إعطائنا واحدة؟

إختفت الكلمات من بين شفتي كل من ريما و ماكس، فتبسمت صوفي، إلتقطت الخيمة التي كانت بالقرب من أمتعة ريما ثم قالت:
- سأعتبر صمتكما موافقة على إعطائي الخيمة.

شكرتهما و لوّحت لهما مودعة، ثم غادرت.

إلتفت ريما إلى ماكس، إلتقت عيناها المتوترتان بعينيه الحائرتين، فأشاحت ببصرها بعيدا عنه. إبتلعت ريقها، إستنشقت نفسا سريعا، ثم لحقت بصوفي، أوقفتها ثم إقترحت عليها:
- ما رأيك أن نتشارك.. أنا و أنت هذه الخيمة؟ و سام و ماكس يتشاركان الأخرى؟

ربتت صوفي على كتف صديقتها.
- ريما، أنا أحاول مساعدتك. أخذت منكما خيمة لتبيتا معا في واحدة. لذلك عودي و ساعدي حبيبك المستقبلي على نصب الخيمة التي ستقضيان فيها ليلتكما الممتعة.
- شكرا على المساعدة لكن.. لا أستطيع!
- ما الذي لا تستطيعينه؟

تحسست جبينها بأصابعها.
- أن.. أن أنام.. بجانبه.

تنهدت صوفي تنهيدة تعلن عن رغبتها في الاستسلام.
- تنامين؟ حقا؟ بعد كل ما فعلته ستنامين؟

أمسكت بكتفي ريما ثم هزّتهما.
- لقد قدمت لك فرصة لتتحدثا، تعترفي له بمشاعرك، و ربما يُقبّلك فتبادلنه و..

قاطعتها ريما و هي تهز رأسها رفضا.
- لا، لا، لا. لا.. و ألف لا.
- لما أنت غبية هكذا؟ هيا! عودي إلى وسيمك و إستغلي الفرصة.
- لا أستطيع..
- إن لم تذهبي فسأذهب أنا، و سأخبره بنفسي بأنك معجبة به.

تجمدت شفتا ريما، و هي تبادل نظرات التحدي على محيا صوفي بنظرات مصدومة، ثم أخيرا إستدارت دون أن تنبس بكلمة، و عادت أدراجها.

تمتمت صوفي لنفسها، و هي تراقب ريما تبتعد شيئا فشيئا.
- إلهي.. إذا إستمرت هكذا، سينتهي بها الأمر عجوزا وحيدة في شقة صغيرة برفقة قطة كسولة!

حب الصيفWhere stories live. Discover now