- 4 -

10K 574 46
                                    

بعد أن إشترت بضع أغراض، قررت العودة إلى البيت. و في طريقها، أخذت تتفقد أحمر الشِّفاهٍ الذي إشترته قبل قليل.
- لا أظنه.. فاقع اللون.

وضعت بعضا منه على شفتها السفلى و هي تنظر إلى وجهها من خلال كاميرا هاتفها.سمعت صوتا ينادي باسمها فجأة، فرفعت بصرها عن صورتها في شاشة الهاتف، لتلمح ماكس بالقرب من مدخل المنزل يراقبها من بعيد.

نزل و تقدّم نحوها، و هو يرفع كلا حاجبيه مندهشا.
- أ هذا.. أحمر شفاه؟

أعادت ريما هاتفها و أحمر الشفاه إلى الكيس مسحت شفتيها بكفها.
- هذا ليس من شأنك!

إفتر ثغر ماكس عن ضحكة مكتومة.
- لماذا تمسحينه؟

هرعت إلى الداخل دون أن تجيبه، وضعت الكيسين على الأرض، ثم أسرعت إلى الحمام لتغسل و تمسح شفتيها. إنتبه ماكس إلى الكيسين عند دخوله، فحملها و وضعها على منضدة المطبخ. لاحظ وجود فستان بأحدها، و بعض الأكسسوارات البسيطة في الكيس الآخر.
- ستذهبين إلى الحفل الليلة؟

أجابته لحظة خرجت من الحمام و هي تمسح شفتيها المبللتين بمنديل ورقي.
- لا أظن أن ذلك من شأنك أيضا!
- فكرت ربما.. ترغبين في من يرافقك. قد أرافقك إن أردتي.
- لا أحتاج مرافقا. شكرا لك.

إتجهت نحو الثلاجة، فتحتها ثم أخرجت منها قنينة مشروب غازي.
- بالمناسبة، لقد طلبت بعض الطعام و سيصل قريبا. لا حاجة لإعداده.

أغلقت ريما الثلاجة ببطئ و هي تحدق بماكس.
- طعام؟

أو مأ لها فسألت:
- بكم؟
- ليس من شأنك!

رفعت حاجبا.
- ليس من شأني؟!

أجابها ضاحكا.
- أنا سأدفع.

ثم أضاف و هو تقدم نحوها:
- يمكنك دفع ثمن العشاء أو ربما الغداء غدا، إن كنت تشعرين بعدم الإرتياح.

عقدت ريما حاجبيها وهي تراقب ماكس يقترب منها، ثم إستفهمت متلعثمة لحظة أخذ المنديل من يدها و أعاد طيّه.
- م.. ماذا.. تفعل؟

مدّ المنديل إلى وجهها، ثم مسح آثار أحمر الشفاه الذي كان لا يزال حول شفتيها، فتصنمت مكانها.
- لا يزال آثر ملمع الشفاه هنا على ذقنك.

ألقى نظرة على عينيها مبتسما.
- تبدين مضحكة.

إحمر وجهها فجأة، أخذت المنديل من بين أصابعه في هدوء، ثم قالت:
- س.. أمسحه بنفسي.

ثم أسرعت نحو الغرفة دون أن تلتفت إليه و لو مرة واحدة. وقف يراقبها إلى أن دخلت و أغلقت الباب خلفها. عضّ على شفته ضاحكا، ثم همس لنفسه:
- تبدوا ظريفة عندما تشعر بالإحراج.

حب الصيفDonde viven las historias. Descúbrelo ahora