- 6 -

10.1K 576 58
                                    

فتحت ريما جفنيها بصعوبة، و إنكمشت تقاسيم وجهها في ألم، و هي تحاول الجلوس معتمدة على يد، بينما كانت يدها الأخرى على رأسها. لمحت سترتها عند قدميها، ثم الصدرية على جسدها، فاتسعت عيناها.
- م.. ما الذي حدث؟

تفقدت جسدها.
- لماذا أنا هنا؟

تجولت بعينيها المصدومتين من حولها، فلاحظت خروج ماكس من المطبخ متجها نحو الأريكة و في يده كوبا. أسرعت و إلتقطت سترتها و غطّت بها صدرها، ثم رفعت الغطاء إلى عنقها لتخفي جسدها تماما.

أمرته بلهجة قاسية.
- توقف مكانك.
- ماذا؟

رمقته بنظرة حادة.
- ما الذي حدث؟
- كنتِ ثملة.

إنهالت عليه بالأسئلة و نبرتها تزداد قساوة:
- و أنتْ؟ أ كنت ثملا أيضا؟ و لماذا أنا هنا؟ و لماذا لا أرتدي سترتي؟
- أتظنيني من ذلك النوع! حقا؟

رمته بنظرة منزعجة دون أن تقول شيئا، فأضاف مفسرا لها ما جرى:
- أنتِ من طردني من مكان، و خلعتي سترتك بنفسك.

تشتتت نظراتها طويلا، ثم أطرقت برأسها قليلا أطبقت جفنيها في إحراج.
أضاف متسائلا:
- أ لا.. تذكرين شيئا مما حدث؟

هزت رأسها نفيا.
- أفضل! لقد أَحرجتِ نفسكِ ليلة أمس في الحفل.
- أحرجت.. نفسي؟

ضغط على شفتيه و قمع رغبته في الضحك.
- فعلتي.

أطالت التحديق بالجدار أمامها و كأنها بذلك قد تتذكر شيئا.
- أ هي أول مرة تشربين فيها؟

أومأت في شرود. جلس عند قدميها، ثم ناولها الكوب في يده.
- إشربي هذا. سيخفف آلام الرأس الذي يسببه الشراب.

أخذت منه الكوب و ضمته بكفيها، ثم نظفت حلقها و سألت:
- أخبرني.. ما الذي حدث؟
- كنت برفقة شاب، و فجأة صرختي في وجهه، ثم جلستي على الأرض تنتحبين. هذا كل ما شهدته ليلة أمس.

إبتلعت ريقها ثم إستفهمت متلعثمة:
- ك.. كنت.. أصرخ؟
- رفضتي أن يقترب منك أحد. حتى أنا! بل و ضربتني!
- م.. مستحيل..
- فعلتي! و يا ليتني صوّرت تصرفاتك.

ثم أضاف و هو يحاول جاهدا أن لا يبتسم:
- بالمناسبة، الشاب الذي كان برفقتك ليلة أمس كان وسيما للغاية. لكن للأسف أحرجت نفسك أمامه.

أخفت وجهها خلف كفيها و هي تئن كطفلة على تستعد للبكاء، فسمح للضحكته المكتومة بالظهور أخيرا.
- أنتِ لا تذكرين ما حدث حتى، فلما تشعرين بالإحراج؟
- أصمت أرجوك. لا تضف و لا كلمة من فضلك.
- نسيت أن أخبركي أيضا ب-

حب الصيفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن