- 2 -

12K 606 57
                                    

إستقاما بعيدا عن باب الفندق، ثم إلتفت كلاهما إلى الآخر.
سأل ماكس:
- ماذا الآن؟

تتقدمت ريما خطوتان نحو المدخل.
- من يصافح يد الموظف أولا، يحجز الغرفة لنفسه.
- سباق إذا؟
- نوعا ما.

وقف في وضعية الاستعداد.
- هل أعُد؟
- لا حاجة للعد.

رمته بابتسامة واسعة مصطنعة، ثم إنطلقت جريا نحو باب الفندق.
- ماذا؟ أ هي جادة؟

لحق بها جريا بدوره و بلغها لحظة مدّت يدها إلى مقبض الباب، فأمسك بمعصمها.
- بما أنك غششت فسأغش كذلك.

رماها بنفس إبتسامتها، ثم دفعها بلطف و أبعدها عن طريقه، فتح الباب، ثم دخل مهرولا. لحقت به جريا، قفزت و لفّت ذراعها حول رقبته، ثم سحبته للأسفل فأفقدته توازنه و أكملت طريقها نحو مكتب الاستقبال. إستعاد ماكس توازنه بعد أن كاد يتعثر، فلاحظ أن ريما إقتربت من هدفهما.
- يا لها من.. آه..

ثم هرع ركضا نحو الهدف دون أن يستهدفها هذه المرة.
وصل كلاهما في نفس الوقت، و إرتميا على المكتب، ثم أمسك كل منهما بيد من يداي الموظف الذي تفاجأ و إتسعت عيناه ذهولا. إتجه إنتباه نزلاء الفندق إليهما في تلك اللحظة، بعضهم يضحكون، و آخرون يتساءلون عن ما يحدث.

سحب ماكس يد الموظف اليمنى، و سحبت ريما يده اليسرى، ثم قالت و هي تلتقط أنفاسها:
- لقد سبقتك. أنا صافحته أولا.

أجابها و هو يلتقط أنفاسه أيضا:
- أنتِ تمسكين باليد الخطأ! نتصافح باليد اليمنى يا آنسة.
- لم نتفق على أي يد نصافح. لقد إتفقنا على أن أول من يصافح الموظف يأخذ الغرفة.

حاول الموظف سحب يديه إليه.
- من فضلكما.. هلا تفلتان يداي؟ أتوسل..

ثم سحب يديه بقوة و في إنزعاج
- إليكما!

رتب بذلته.
- أنتما! هذا كثير!

إعتذر ماكس من تصرفهما، أما ريما فسألت:
- أ يمكنك أن تجيبنا بصدق؟ من وصل إليك أولا؟

تنهد الموظف مستسلما.
- آسف جدا، لكن عائلة حجزت الغرفة.

إتسعت عينا ريما.
- أنت تمزح؟ صحيح؟
- آسف لكن.. كانت الأم تحمل طفلا في عامه الأول، و كان متعبا للغاية. لم أستطع رفض طلبهم لحجز الغرفة. كما أنني في الواقع.. ظننت أنكما لن تعودا.

عمّ الصمت لمدة تعابير الخيبة المختلطة بالمفاجأة تسيطر على ملامح الزبونين.
تنهد ماكس.
- ماذا الآن؟
- يمكنكما البحث عن شقق صغيرة للإيجار. كما أن هناك بيوت صغيرة للإيجار أيضا على الشاطئ. و أنصحكما بأن تسرعا.

حب الصيفМесто, где живут истории. Откройте их для себя