الفصل الأول كامل

92.9K 2K 375
                                    


الفصل الأول:

خرجت من مخفر الشرطة متحفزة للغاية، لم تكن لتتركها تعيش حياة هانئة وهي مازالت تحملها الذنب في وفاة ابنها الوحيد، لم تقتنع بكونه قضاءً وقدرًا من المولى عز وجل، فهي بالنسبة لها الملامة الوحيدة فيما حدث لفقيدها الغالي، نظرت لها ابنتها باستنكار، فهي مثلها تعلم حقيقة الأمر، ولكنها لم تستطع إثناء أمها عن رأيه، هي أكثر عِندًا مما ظنت، زفرت بضيق معاتبة إياها:

-برضوه عملتي اللي في دماغك يا ماما؟

نظرت لها " سميرة " شزرًا، وأجابتها بامتعاض:

-ايوه، ومش هيهدى قلبي ولا يرتاح إلا لما أشوفها متبهدلة، ومتمرمطة على الأخر!

حركت "كاميليا" رأسها رافضة تفكيرها العدواني، واحتجت قائلة:

-يا ماما هي ماتستهلش كده، والله حرام اللي بنعمله فيها!

عنفتها سميرة بغلظة:

-بس اسكتي! ده لولا إننا عرفنا بالصدفة من جيرانها كان زمانا فضلنا على عمانا!

اعترضت عليها قائلة بإصرار:

-مش هاسكت! ده ظلم وافترى، ربنا هيحاسبنا!

نظرت لها سميرة بقسوة، وتابعت بصوت محتد:

-مالكيش دعوة، أنا أم مفترية اتحرق قلبها على ابنها، وهي رايحة تتمتع بشبابها!

اكفهرت ملامح وجهها أكثر، وأضافت بسخط:

-بس كانت عملالي فيها حبيبته المخلصة وهي ماصدقت إنه مات وراحت تتجوز بداله في عدتها!

هتفت كاميليا مدافعة عن فرح بصوت جاد دون أن تطرف عيناها:

-حقها يا ماما، وخصوصًا إنه.. إنه كان ( مطلقها )..!!!

أظلمت نظرات الأخيرة بقوة ورغم يقينها بحقيقة الأمر إلا أنها رفضت التنازل عما ظنت أنه حقها المشروع وتمادت في فعلها الأرعن دون النظر إلى عواقبه

.....................................

تململت بإجهــــاد كبير على الفراش، وشعرت بعظامها تئن من قلة الحركة، كانت كمن بذل مجهودًا مهلكًا لفترات طويلة فانعكس هذا على صحتها، وبتثاقل شديد بدأت تفتح جفنيها، أغمضتهما سريعًا لتعتاد على الإضاءة القوية بالغرفة أولاً، ورويدًا رويدًا بدأت تبرز التفاصيل أمامها، حدقت حولها باندهاش غريب، هي ليست بغرفتها، هي في مكان غريب عنها واسع ومريح، جدرانه مطلية باللون السكري الفاتح، وهناك نافذة زجاجية عريضة على الجانب ينسدل عليها ستائر حريرية من نفس لون الغرفة، اعتدلت في نومتها محاولة استيعاب ما دار مؤخرًا.

هي والربان ©️ (فراشة أعلى الفرقاطة 2)  كاملة ✅Where stories live. Discover now