الفصل الرابع عشر

41.9K 1.5K 285
                                    


الفصل الرابع عشر

انقضت ليلتان عليها وهي بالفندق ترتب أوراقها وجدولها الزمني من أجل التعامل مع وفد المراسلين، ورغم تعذر حضور زوجها إليها إلا أنه لم يكف عن الاتصال بها للاطمئنان على أحوالها، كانت تنسى كل شيء مع ما يقدمه لها من مشاعر عميقة تسحبها بعيدًا عن كل ما يؤرق مضجعها، أعطاها يزيد مفهومًا خاصًا للحب يذيب به الحواجز ويبدد الخلافات، استصعبت غيابه عنها لكنها لم تتشاجر معه لكون الأمر متعلقًا بمهامه العسكرية، تواصلت فرح مع رئيس تحرير جريدتها لتطلعه على المستجدات أولاً بأول لكونها تغطي للمرة الثانية الأخبار الخاصة بالقوات البحرية، سَعِد "عبد السلام" لتجاوزها أزمتها النفسية وعودتها لأجواء العمل من جديد، وبدأ في إعطائها بعض النصائح في كيفية تغطية مثل تلك المناورات بحرفية عالية، شكرته قائلة بامتنان كبير:

-مش عارفة من غيرك يا مستر عبد السلام كنت هاتعامل ازاي في الموضوع ده

رد بهدوء زرين:

-أنا معاكي يا بنتي، ولو وقف معاكي حاجة كلمني على طول، ووقت ما تخلصي المقالات والتقارير بتاعتك ابعتيها على الايميل، وكمان هاخلي إيلين تتابع معاكي

-تمام

أوصاها مضيفًا بحنو أبوي:

-وخلي بالك من نفسك، المناورات فيها مجهود كبير

ابتسمت قائلة:

-حاضر

أنهت معه المكالمة لتنتبه إلى تلك الدقات الثابتة على باب غرفتها، اتجهت نحوه لتفتحه، طالعت الواقف قبالتها بنظرات جادة فاستطرد قائلاً بلهجة رسمية:

-مدام فرح

زوت ما بين حاجبيها متسائلة بجدية وهي تنظر له بتمعن:

-ايوه

أشار لها موظف الفندق بكف يده متابعًا بنفس النبرة:

-الوفد الصحفي وصل في الريسبشن تحت، وفي انتظار حضرتك

هزت رأسها بإيماءات متكررة وهي تقول:

-أوكي، أنا جاية على طول

أوصدت فرح الباب خلفه لتعيد ضبط هيئتها قبل أن تترك الغرفة لمقابلتهم، تنفست بعمق وهي تحدق في انعكاس صورتها بالمرآة، تعمدت أن ترتدي ثيابًا رسمية نوعًا ما لتشير إلى جدية الأمر، ويعد أول لقاء بينهم تعارفًا فأثرت أن ترتدي الكعب العالي ليضفي على مظهرها الأناقة والرقي، بدت حسنة المظهر في حلتها السوداء والتي تكونت من تنورة تصل إلى ما بعد ركبتيها بقليل، وكنزة بيضاء اللون عنقها ينتهي بأنشوطة عريضة، عدلت من ياقة سترتها وهي تبتسم لنفسها بثقة ثم وضعت حول عنقها بطاقة الهوية الخاصة بالتعريف بها، خرجت فرح من الغرفة متجهة للاستقبال وهي تتطلع لرؤية أفراد ذلك الوفد، بالطبع لم يكن من الصعب التعرف عليهم، فقد كانت هيئتهم العامة تشير إلى هويتهم، وقفت قبالتهم تطالعهم بنظرات ودودة، هتفت قائلة بلطف وهي ترسم ابتسامة رقيقة على ثغرها:

هي والربان ©️ (فراشة أعلى الفرقاطة 2)  كاملة ✅Where stories live. Discover now