الفصل الثلاثون - الأخير - الجزء الثالث والأخير

57.9K 2.4K 512
                                    


الفصل الثلاثون (الأخير – الجزء الثالث والأخير)

ادعت أنها بخير وتجيد التعامل مع الجواد رغم كون العكس جليًا على تعبيراتها المشدودة، فـ "فرح" سئمت من إظهار تذمرها كل دقيقة - بالطبع لن يغير اعتراضها أو شكواها من الوضع بأي حال – لذلك اكتفت بمتابعة تلك الجولة المرهقة وهي تزفر بضيق، لم يقلل "يزيد" من مجهودها الملحوظ، بل مدحها قائلاً بابتسامة صغيرة تلوح على ثغره:

-مبسوط منك يا "فرووح"، مرتين كمان وهتنافسي!

نظرت له من طرف عينها محذرة بتجهم:

-بلاش تريقة

رد عليها مبتسمًا:

-يا حبيبتي أنا بأديكي دفعة للأمام

التفتت برأسها ناحيته لتقول:

-مش عاوزاها

لكزت جوادها في جانبه مثلما تعلمت من "يزيد" فأسرع في خطاه قليلاً، ثم عادت تجذب اللجام للخلف حينما شعرت بدوار طفيف يصيب رأسها، أرخت قبضتها عن طرفيه لتمسح حبات العرق المتصببة من جبينها، تنهدت قائلة بإرهاق:

-ياه على الحر، مش معقول الجو هنا

رد عليها "يزيد" وهو يزفر بصوت مسموع:

-ده احنا لسه مقربناش على الضهر، بنسخن بس

شعرت أن قواها تتضاعف بدرجة ما، أحست بعدم قدرتها على المواصلة مع ارتفاع درجة الحرارة بالأجواء، سألته وهي تبذل ما في وسعها لإكمال تلك الجولة بأقل الخسائر:

-هي الحرارة هتزيد أكتر من كده؟

أجابها "يزيد" ساخرًا ملوحًا بيده بغرورٍ مصطنع:

-احنا بلا فخر بنعدي الـ 40 وإنت طالع

أصيبت بإحباط جلي عقب جملته تلك، نظرت له باستياء، كذلك تهدل كتفاها المرهقين مرددة بتذمرٍ:

-ياني، ده أنا مش مستحملة خالص

أراد تحفيزها كي لا تستسلم لإحساس الوهن الذي بدأ يسيطر عليها، فصاح بخشونة طفيفة:

-ماتبقيش فستك يا "فرووح"!

ردت عليه بإنهاك:

-لفة كمان وهاتكوم أنا والحصان بتاعك

زوى ما بين حاجبيه مرددًا باستنكار:

-ده أنا مديكي "الأبجر"

لم تكن في حالة مزاجية جيدة لتتمكن من فهم مزحته الأخيرة، لوت ثغرها متسائلة بحيرة:

-أبجر مين؟

نظر لها بتعالٍ قليل وهو يرد مستنكرًا جهلها بتلك المعلومة الشائعة:

هي والربان ©️ (فراشة أعلى الفرقاطة 2)  كاملة ✅Where stories live. Discover now