الفصل الثلاثون - الأخير - جزء أول

37.3K 1.4K 78
                                    


الفصل الثلاثون (الأخير – جزء أول)

ســاد صمت متوتر ينذر بانفجارات وشيكة في الأجواء، لم يرتخِ ذراع "يزيد" عن "فرح" المرتجفة في أحضانه رافضًا بعنادٍ قبول اعتذار زوجة عمه وكأنها محت ببساطة إساءتها الفجة لها، بدا على أهبة الاستعداد للقتال من أجل حبيبته، تشنجت عروقه وهاجت الدماء في شرايينه حينما هدر بعصبيةٍ:

-بعد إيه؟

خطت "مفيدة" نحو الداخل بخطوات حذرة مقتربة من الفراش، حافظت على هدوئها أمام بركان غضبه وهي ترد بأسفٍ:

-أنا مقصُدش يا ولدي

اهتاج صارخًا فيها بعصبية كبيرة:

-وأنا مش هاقبل مراتي تتهان

قست نظراته متابعًا بحدة وهو يشير بسبابته:

-لا في غيابي ولا في وجودي

هب "يزيد" واقفًا دون أن يفلت زوجته، ثم انحنى نحوها ممررًا ذراعيه أسفل جسدها ليتمكن من حملها، شهقت سوسن مصدومة، ونظرت إلى والدتها بتوجسٍ، حتمًا سيرحل عن هنا، اعترضت "مفيدة" طريقه لتمنعه من التقدم نحو الأمام هاتفة بقلق انعكس في نظراتها إليه:

-استنى يا ولدي، رايح فين؟

رمقها بعينيه الحمراوتين قائلاً بحسم:

-ماشي من هنا، ومحدش هايمنعني

-يا ولدي استهدى بالله الأول

رد صارخًا:

-محدش يكلمني السعادي

راقبت "سوسن" الموقف المتأزم بنظرات متوترة للغاية، حاولت أن تستعطف قلبه فتوسلته بنبرة الأخت التي تتوق لوجود أخيها بجوارها في أهم ليلة في حياتها:

-وأهون عليك تسيبني يا أبيه قبل فرحي بيومين

التفت بأعينه نحوها ليرد بتعنيفٍ قاسٍ:

-وحلال اللي اتعمل في مراتي يا "سوسن"؟ ردي عليا

نكست رأسها خزيًا منه، فقد كان محقًا في ادعائه، وجه حديثه إلى زوجة عمه متابعًا بشراسة وقد برزت عروقه:

-إنتو مش شايفين بقت عاملة إزاي؟ عاوزيني أستنى هنا لحد ما يجرالها حاجة؟

ضمت "سوسن" قبضتي يدها معًا لتقول بتوسلٍ شديد:

-نتفاهم بس

أصر على رأيه العنيد هادرًا:

-مش هايحصل، أنا هاخدها وهانقعد في أي فندق

ردت عليه "مفيدة" باستنكارٍ:

-وأهل البلد يجولوا علينا إيه؟ ده حتى عيبة في حقنا

هي والربان ©️ (فراشة أعلى الفرقاطة 2)  كاملة ✅जहाँ कहानियाँ रहती हैं। अभी खोजें