الفصل الرابع والعشرون - الجزء الثاني

36.4K 1.4K 62
                                    


الفصل الرابع والعشرون (الجزء الثاني)

اغتاظ من فعلتها السخيفة التي ربما كانت ستؤذيه بطريقة أو بأخرى رغم كونها عفوية إلا أنه أراد إخافتها قليلاً حتى وإن كان فقط يمازحها ويقضي وقتًا طيبًا معها، وقف "يزيد" أمام باب الغرفة يدقه وهو يقول بهدوء مريب:

-افتحي يا "فرح" مش هاعملك حاجة

استندت بيديها على الباب معتقدة أنها بذلك تشدد من غلقه بتدعيمه بثقل جسدها، هدرت برفض قوي:

-لأ إنت معاك الفار!

رد نافيًا:

-والله العظيم أبدًا، أنا رميت السبت باللي فيه

صاحت به رافضة تصديقه:

-دي اشتغالة منك، ووقت ما أفتح هلاقيه في وشي

لم تكن لتقتنع أبدًا بسهولة أنه لا يريد إيذائها، فرك طرف ذقنه قائلاً بنبرة مستنكرة:

-مش للدرجادي يعني

سعل بصوت خفيض قبل أن يكمل مازحًا:

-يا شيخة ده أنا اللي كلت معاه مش إنتي

ردت عليه بقلقٍ واضح في نبرتها:

-ماهو عشان كده هاتكون عاوز تنتقم مني

ابتسم مضيفًا وهو يومئ برأسه:

-لأ خلاص، المسامح كريم

ردت عليه بتوجسٍ:

-طب إحلف

حك مؤخرة رأسه بيده وهو يقاوم تلك الابتسامة العابثة التي تظهر على محياه ليضيف باقتضاب وبصوت خفيض:

-والله

لم تقتنع بنبرته الخافتة، استشعرت عدم جديته فهتفت بإصرار:

-لأ، احلف بجد

استنكر عدم تصديقها إياه، عبست ملامحه مرددًا:

-هو ده كان بهزار؟

تابعت موضحة:

-يعني قول والله العظيم مش معاك أي فيران

رد بنفاذ صبرٍ وهو يدق الباب بقوة جعلته يهتز:

-يا بنتي مش بأكدب، افتحي بقى خليني أنام

هللت قائلة بعناد مستفز:

-لأ، نام برا

اغتاظ من تجاهلها المتعمد له، حاول تحريك المقبض عله يتمكن من فتحه قائلاً:

-وده ينفع؟

قبضت بيديها على المقبض لتمنعه من تحريكه وهي ترد معاندة إياه:

هي والربان ©️ (فراشة أعلى الفرقاطة 2)  كاملة ✅Where stories live. Discover now