الفصل الخامس والعشرون

35.4K 1.3K 98
                                    


الفصل الخامس والعشرون

تعالت البالونات الهوائية - بمختلف أشكالها وألوانها - في السماء بعد انطلاق الحفل الترفيهي الخاص بالمدرسة ليتسابق الطلاب بعدها في الاستمتاع بذلك اليوم المختلف عن طبيعة الأيام الدراسية، وقفت "فرح" بينهم تلتقط لهم صورًا عديدة تعبر عن ضحكاتهم البريئة والممزوجة بسعادة غامرة، شكرتها "شيماء" على معروفها الكبير معها، وتركتها تفعل ما تجيده دون مقاطعة منها، تراجعت لتقف في الخلفية لتتابع إشرافها على حركة الطلاب، أدارت رأسها للجانب لتتفاجأ بمن لم تتوقف مجيئه، تجهمت تعبيراتها بقلق حينما رأت الأستاذ "بركات" من ضمن المتواجدين، عفويًا تحركت عيناها نحو "فرح" التي كانت منهمكة في عملها، توترت أنفاسها وارتبك تفكيرها، خشيت أن تظن فيها الظنون وتعتقد أنها دبرت لها ذلك، لهذا أسرعت في خطاها ناحيته لتقول بامتعاض:

-أستاذ بركات حضرتك جاي هنا النهاردة؟

تعجب الأخير من سؤالها الغير منطقي، أجابها باندهاش واضح عليه:

-عندي متابعة مع مدرسين الـ ....

قاطعته دون تفكير وهي تشير بيدها:

-بس.. حضرتك شايف النهاردة يوم فان داي للطلبة و...

رد مقاطعًا بضيق:

-ما هو ...

وقعت أعينه مصادفة على "فرح" التي كانت قريبة منه، شحب وجهه مرددًا بصدمة:

-مش هي دي ......

وقع قلبها في قدميها خوفًا من تبعات ذلك اللقاء الغير متوقع، سدت الطريق بجسدها قائلة برجاءٍ كبير:

-أستاذ "بركات" من فضلك، أنا مش عاوزة مشاكل، "فرح" رفضت تقابلك وكده إنت بتحرجني!

رد بصوته الخشن وقد توهجت عيناه بإصرار ملبد للأبدان:

-أنا مش عاوز إلا 5 دقايق بس معاها

يئست من محاولة إقناعه بتحكيم العقل، فأضافت بتوسلٍ عله يصغي لرجائها

-أرجوك يا أستاذ "بركات"، إنت كده هاتعملي مشاكل، من فضلك

هز رأسه قائلاً بأسفٍ:

-سامحيني يا مس "شيماء"، لازم أكلمها

-أستاذ .....

بدأ في التحرك متجاهلاً رجائها المستعطف، فالمسألة بالنسبة له لا تحتمل التأجيل، حاولت "شيماء" إيقافه لكنها فشلت في اللحاق به، فقد عقد الأخير العزم على مفاتحتها مهما كلفه الأمر، وقف خلفها هاتفًا بنبرة أبوية وقد لمعت عيناه:

-"فــرح"

التفتت نحوه غير متوقعة هوية صاحب ذلك الصوت الذي بدا لها مؤلفًا، ردت بابتسامة صغيرة:

هي والربان ©️ (فراشة أعلى الفرقاطة 2)  كاملة ✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن