الفصل الخامس عشر

39.3K 1.4K 326
                                    


الفصل الخامس عشر

تجنبت التواجد إلى جوارها كي لا تعطيها الفرصة لاستثارة أعصابها أكثر، ابتعدت عنها لتقف عند الطاولات المخصصة لتقديم أطباقًا خفيفة من الطعام كنوع من الترحيب بالزوار، التفتت فرح برأسها للجانب لتختلس النظرات نحو زوجها الذي انزوى عن الحضور ليتحدث مع قادته، عاودت التحديق في صحن الطعام الذي تملأه بالمأكولات الخفيفة، انتفضت بخفة حينما سمعت صوتًا يقول من خلفها:

-منورة القاعدة كلها

استدارت للجانب لتجد آدم يطالعها بنظراته المرحة، عاتبته قائلة:

-كده برضوه، ينفع تخضني بالشكل ده؟

ابتسم لها معتذرًا بود:

-حقك عليا يا مرات أخويا

أومأت برأسها قائلة بابتسامة صافية:

-ماشي، مقبولة منك

التقطت بأصبعيها قطعة من الحلوى المخبوزة لتدسها في فمها، سألها آدم باهتمام وهو يتناول قطعة مثلها:

-ايه الأخبار معاكي؟

أجابته بفتور:

-عادي

وقعت أنظارها على ديما فرأتها تتعمد التغنج بجسدها واصطناع الدلال مع من حولها لتحصل على انتباههم الكلي، تبدلت تعبيراتها للسخط والانزعاج، فقد بدا ما تفعله زائدًا عن الحد المسموح، والغريب أنها لا تلقى أي اعتراض من الأخرين، لاحظ آدم ذلك التغير الحادث على قسماتها فسألها مستفهمًا:

-مال وشك، شكل الأمور مش ولابد معاكي

أجابته بامتعاض:

-لأ، أبدًا

احتدت نظراتها بصورة واضحة حينما رأت ديما تقترب منها قاصدة إياها، التفت آدم نحو ما تحدق فيه زوجة رفيقه، انفرجت شفتاه هامسًا بإعجاب وهو يطالع صارخة الجمال بنظرات مشدوهة:

-إيه الصاروخ اللي داخل علينا ده

لوت ثغرها مرددة بتجهم:

-قصدك ديما

اشتد في وقفته ليبدو أكثر شموخًا وطولاً وهو يتابع بمدحٍ:

-هو في كده

رأت ديما نظرات الإعجاب جلية في ذلك الضابط الواقف قباله فرح، فتعمدت التدلل أكثر وهي تقول برقة:

-هاي، أنا ديما، ما بتعرفيني فرح على الزلمة

مد يده سريعًا لمصافحتها هاتفًا بنزق:

-أنا المقدم آدم الجزار يا مزة

بادلته المصافحة بتلمس أصابعه برقة أكثر لتثير غرائزه بتلك الطريقة المفتعلة، همست قائلة بلطف وهي تبتسم له ابتسامة خطيرة:

هي والربان ©️ (فراشة أعلى الفرقاطة 2)  كاملة ✅Donde viven las historias. Descúbrelo ahora