الفصل الثالث عشر

37.8K 1.4K 258
                                    


تصبيرة على السريع

الفصل الثالث عشر

وقف كلاهما بجوار البوابة الخاصة بالوحدة العسكرية في انتظار مجيء آدم بسيارته، ورغم وجود الصمت بينهما إلا أن لغة العيون وحدها كانت كفيلة بالتعبير عن مكون حبهما العميق، قطع حبل تأملهما صوت تلك السيارة الصغيرة التي مرقت من البوابة، حدقت فيها فرح باستغراب، فلم تكن سيارة زوجها بل إحدى السيارات الصغيرة التابعة للجيش –ذات اللون الأبيض- والتي تعرف فيما بين الأفراد بالاسم الدارج "نيفا"، فرك يزيد مؤخرة رأسه وهو يتساءل مستفهمًا:

-فين عربيتي؟

أجابه آدم بهدوء وهو يطل برأسه من النافذة الضيقة:

-الفرد نايمة على الأرض، فقولت أتصرف!

دنا منه حتى بات قبالته، هتف باستنكار وقد امتعض وجهه:

-ملاقتش إلا النيفا

غمز له رفيقه قائلاً بابتسامة متسعة:

-فرصة عشان تاخد مراتك في حضنك

لمعت عيناه بوميض خبيث وهو يدير رأسه في اتجاهها متمتمًا بخفوت:

-تصدق!

عاد يزيد إلى زوجته ليقول بابتسامة غير مريحة:

-يالا يا حبيبتي

أشارت فرح بسبابتها نحو السيارة الصغيرة متسائلة بتهكم:

-وهو أنا هاركب الكوباية دي؟

أجابها يزيد بفخر واضح عليه:

-دي أحسن وسيلة مواصلات!

بينما أضاف آدم بغرور واثق وهو يحاول إخفاء بسمته:

-ايوه، مجبناش زيها، ده حتى اللي اخترعها مات مشلول من فرحته بيها

نظرت إليهما بحدة ثم وضعت يدها على منتصف خصرها لتسأل بجدية:

-واحنا هنقعد فين؟

أجابها آدم مازحًا:

-هنطلع بالدور التاني قريب، احنا رمينا الأساسات ومستنيين التراخيص

زوت ما بين حاجبيها مستنكرة ما يقول فأكمل بحذرٍ:

-معلش قضيها زي ما يكون

أمسك يزيد بكف يدها ليسحبها منه قائلاً:

-تعالي يا فرح، إنتي هاتقعدي على رجلي

توردت وجنتاها من مجرد طرحه للفكرة، شعرت بدقات قلبها تتسارع بحرجٍ من تنفيذه لذلك، لهذا هزت رأسها نافية وهي تقاومه مبدية اعتراضها بتبرم:

هي والربان ©️ (فراشة أعلى الفرقاطة 2)  كاملة ✅Where stories live. Discover now