الفصل الرابع

40.3K 1.4K 78
                                    


الفصل الرابع

استقبلها رئيس الجريدة في مكتبه لتناقشه في تلك المسألة الحرجة قبيل انصراف القوة الأمنية بلحظات لكونها تمس أمهر الصحفيات فيها، أصغى لشكواها باهتمام كبير دون أن يقاطعها، نهض "عبد السلام" واقفًا من مقعده ليدور حول مكتبه، وقف قبالة إيلين ليستأنف حديثه الجاد قائلاً:

-اطمني، احنا مش هانسيبها، وارد إن يرتفع قضايا ويتعمل محاضر ضد الصحفيين بتوعنا، لكن احنا في ضهرهم

لمعت نظراتها بحزن واضح وهي تضيف مبررة:

-مستر عبد السلام، فرح بتمر بأزمة نفسية صعبة، وحضرتك شايف شغلها عامل ازاي!

أشار لها بسبابته قائلاً:

-أنا مش محتاج لشهادتك عنها، أنا واثق منها

تنفست الصعداء لكونه يشكل دعمًا قويًا لأمثالهم من الصحفيين المجتهدين، هتفت قائلة بامتنان حقيقي:

-بجد ميرسي أوي يا مستر عبد السلام على وقوفك معانا

تابع مضيفًا بجدية:

-أهم حاجة خليكي جمبها، وأنا هاكون معاكي على اتصال مباشر، وإن شاء الله مش هاسمح إنها تتحبس، هاطلعها مهما اتكلف الموضوع

أومــأت برأسها عدة مرات وهي ترد مبتسمة:

-اوكي يا مستر، ويا ريت متوصلش لكده!

استأذنت بالانصراف لتتوجه فورًا إلى المشفى النفسي لتلحق بالضابط الذي سبقها إلى هناك لتكون حاضرة وتبلغ رئيسها بالجديد أولاً بأول.

.....................................................

اعتلى ثغرها ابتسامة متشفية بعد إنهائها لتلك المكالمة الهاتفية مع أحد أقربائها من ذوي الصلات القوية، أوصته باستخدام نفوذه الشخصي للتأثير على القائمين بالتحقيق في المحضر المقام ضد "فرح" ليعجل بإلقاء القبض عليها، ورغم المخاطر المحدقة بتلك الخطوة الجريئة منها إلا أنها لم تعبأ بتبعات فعلتها، جلست "كريمة" باسترخاء تام على الأريكة متطلعة أمامها بنظرات متشوقة لإفشاء حقدها في تلك التعيسة، نظرت لها كاميليا بعتاب وهي تقول:

-والله يا ماما الموضوع ده هايقلب بمشاكل

لوت أمها ثغرها بتأفف واضح فتابعت موضحة خطورة الموقف:

-صدقيني إنتي اللي هاتضري فيها، مكانش ليه لازمة ده كله

نظرت لها شزرًا قائلة بتجهم:

-اطلعي منها زي أبوكي، أنا مش نقصاكي

ردت عليها ابنتها برجاء كبير:

هي والربان ©️ (فراشة أعلى الفرقاطة 2)  كاملة ✅Donde viven las historias. Descúbrelo ahora