الفصل التاسع

40.1K 1.5K 260
                                    


الفصل التاسع

انزوى ما بين حاجبيها معلنًا عن حيرة صريحة ممزوجة بالاندهاش والفضول، لم يرد على أسئلتها المتكررة مشيرًا لها بيده لتترجل من السيارة وهو يتراجع مبتعدًا عنها، لحقت به فرح بوجه عابس محاولة الوصول إليه، دققت النظر في أوجه الضباط والمجندين الذين ألقوا عليه التحية العسكرية حينما مرق من جوارهم، أسرعت أكثر في خطواتها لتصل إليه هامسة:

-يزيد، لو سمحت استنى وفهمني قصدك ايه؟

أبطأ في سيره مستديرًا نحوها بجسده المنتصب بشموخ ليقول بغموض أكبر:

-هنتكلم في مكتبي

رأت في نظراته نحوها تسلية واضحة وكأن في إصابتها بالحيرة متعة خفية لا تفهمها، ردت باقتضاب دون أن تتبدل تعبيراتها المزعوجة:

-طيب

تعمد السير بخطوات أسرع لتبدو هي كمن يركض خلفه حتى بلغ مكتبه، توقف فجأة ليلتفت نحوها فارتطمت بصدره نتيجة اندفاعها السريع، وضع قبضتيه على ذراعها قائلاً بابتسامة صغيرة:

-الكلام ده ماينفعش هنا، ولا إنتي ايه رأيك؟

نظرت له بغرابة قليلة في البداية، فهي لم تفهم مقصده، لكن نظراته الموحية وطريقته في الابتسام أوصلت لها المغزى المخجل منه، تجهمت قسماتها أكثر وهي ترد بانفعال طفيف:

-عيب كده!

رد بلهوٍ:

-إنتي فهمتي إيه بالظبط؟

اشتعل وجهها بحمرة ملفتة للأنظار، فاتسعت ابتسامته مع خجلها الواضح، غمز لها قائلاً:

-واضح إن......

شحذت فرح قواها بالكامل لتتراجع بغضب للخلف متحررة من قبضتيه ومستنكرة تفكيره المتجاوز وإفصاحه عن ذلك علنًا صائحة بتحذير ومانعة إياه من إكمال جملته:

-يزيد!

رد بصرامة أدهشتها:

-هنا مافيش يزيد، في سيادة المقدم!

هتفت بذهول بعد أن اكتسى وجهها بعلامات الاندهاش:

-نعم

قست تعبيراته وهو يضيف بقوة تعرفها جيدًا:

-الرسميات أساس التعامل بينا من هنا ورايح!

استنكرت طريقته الجافة في التعامل معها خاصة بعد تلك اللحظات الحميمية التي سادت بينهما، تساءلت بتعجب وقد زاد عبوسها:

-أومال اللي حصل عندي في البيت كان إيه؟

رد ببرود وهو يدس يديه في جيبي بنطاله:

هي والربان ©️ (فراشة أعلى الفرقاطة 2)  كاملة ✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن