هنالك لحظات تأتي لا نستطيع حتى ادراكها لسرعة مرورها و لكن تأثيرها يلازمنا دهرا كاملا ، ثم نسأل انفسنا اكان على هذه اللحضه ان تأتي ؟ ، نبقى غارقين في بحر من التساؤلات ننجرف بعيدا و نتلاطم مع الامواج و لكن الجواب اسهل من كل هذا و هو نعم ، كان لابد لها ان تأتي هي قدرنا و اختبار آخر في هذه الحياه ، ربما تكون هذه اللحضه التي ستبدأ منها حياتنا او تنتهي ، لا احد يعلم ، انت فقط اترك التفكير بها و تحمل عواقبها بكل قوه و صمود ، حتى و ان كانت النهايه ، الإهم انك حاولت بكل استطاعتك الى تلك اللحضه التي جثوت بها و لا زلت تقاتل .
و هذا ما فعلته كلوي خلال هذا الشهر ، فمنذ انضمامها للعصابه و هي تتدرب ، لقد لاحظت مدى القوه التي اصبحت عليها ، لم تعد تلك الحساسه التي تبكي لاقل شيء يحدث ، فبعد ان اخبروها الهدف من تلك العصابه وافقت على الانضمام معهم ، فهي تؤمن ان بعض الاشخاص في هذه الحياه ليس لديهم عمل غير ان يكونوا عائق امام تقدم الاخرين ، و هذا هوه والتر بالنسبه للتوأم و لطالما تسائلت بينها و بين نفسها ، كيف سيكون هاري و هارولد ان لم يكن هنالك وجود لوالتر ؟ ، و هنا دعمها خيالها الواسع حيث تخيلت ان هاري يعمل كطبيب بيطري كما اخبرها بأمنيته ذات مره ، سيعالج الكلاب و القطط اللطيفه و يداعبها دائما مع ابتسامته الدائمه لكنه لن يجعل بقلبه خوفا لانقاذ حياة الحيوانات و اجراء العمليات لها ، كان ليبدو شخصا مشعا جدا .
اما هارولد فلقد تخيلته انه سيعمل شرطيا او محاميا ، سيقف بثقه و شجاعه يدافع عن الحق ، سيكون شخصا في غاية الدهاء و الخبث و بنفس الوقت شخص ذا مبادئ يتمسك بها .
سيعود كلا منهما في المساء الى ذات المنزل لتستقبلهم امهم مع اعدادها لعشاء دافئ لهم ليجتمعون على مائده واحده تجمعهم كعائله يتبادلون عليها الحديث ، و يتكلمون عن ما حصل بيومهم و سيضايق هارولد هاري بكل ما يستطيع مضايقته و سيحاول هاري ان يتجاهله بالبرود الذي لديه ، الى ان يطفح كيله و يلقي الطعام بوجه هارولد الذي سينفجر ضاحكا بشده عليه .
لكن ما حطمها ان الواقع عكس كل هذه التخيلات ، كم هي جميله الحياة في مخيلتنا ، و كم هي متعبه في واقعنا .
" لقد اطلقتي الرصاصه في الهواء " تحدث هاري بينما يستند بظهره على الشجره و بيده تفاحه حمراء يلتهمها بينما يراقب اداءها ، فبعد تدربها لشهر على حمل السلاح الان يحاول هاري ان يعلمها ان تصطاد في الغابه الطيور بقرب بيت الشجره خاصتهم ، في البدايه رفضت ان تقتل الطيور فقط لاجل ان تختبر مهاراتها في التصويب لكن هاري اصر عليها ، طوال هذا الشهر عرفت جانب لهاري لم تعرفه من قبل ، هو ذلك الجانب الذي يضع به الضمير و المشاعر جانبا ليصبح شخصا ذا قلب جليدي يفعل كل شيء يملى عليه جيدا كان ام سيء ، و قد عرفت كم ان هذا صعب عليه ليتحمله ، عندما امسكت المسدس لاول مره شعرت بالرهبه ، لوهله لم تشعر بانها تنتمي هنا ، المسدس كان بيدها خاطئ جدا لم ترد ان تطلق الرصاصه لتصيب حتى تلك الشجره التي تتدرب عليها ، لكنها مع الوقت تحسنت قليلا لكنها لازالت تشعر بالخوف من انها ستستعمل ذلك المسدس يوما ما تجاه شخص ما ، ربما لذلك السبب هاري جعلها تبدأ بالحيوانات لتعتاد قليلا .
YOU ARE READING
Number Two |H.s|
Fanfictionأنا العادي ، أنا الأحتياطي ، أنا الشئ الزائد ، أنا كَالحل و الأختيار الأخير في أسفل القائمة !! ، انا المصاب بلعنة الرقم اثنان !! لطالما كنت ضحيته .
