الفصل 1

4.9K 201 61
                                    

صوت عواء الذئاب يملئ فضاء تلك المدينة الساكنة... سواد يحيط بكل شيء بعد أن نثر الليل ستارته على الأرض حان الوقت... حان وقت الصيد

تعالت أصوات آدمية تطلب النجدة و تختفي بين حنايا ذلك السكون المخيف تحملها الرياح بعيدا كأنها لم تكن من قبل... الأشجار تتمايل مع تمايل الرياح و تحدث حفيفا مخيفا... قلب خفق بقوة بينما كان صاحبه يسارع الريح بحثا عن مأوى من هذا الظلام المرعب... لا يسمع شيء في ذلك الصمت غير خطوات قدميه المتعثرة بين الفينة و الأخرى يقع ثم يقف و يواصل الركض رغم الجروح التي تسببت بها الأغصان في قدميه الحافيتين لم يعلم متى أو أين وقع حذاءه و لكن هذا غير مهم فهم يقتربون منه بسرعة... واصل الركض بلا توقف لا يعلم إلى أين و لكن المهم أن يهرب من ذلك القدر الذي ألقاه تحت قدمي أولائك الوحوش... سقط نهاية أسفل إحدى الأشجار و لشدة تعبه لم يستطع الوقوف من جديد فأخذ يلتقط أنفاسه المتقطعة ليشعر بالغيوم تبتعد شيئا فشيئا عن ذلك القمر المستدير. أخذ الظلام يندثر مع سطوعه على الأرض فشعر بقليل من الطمئنينة فالآن بات يستطيع تمييز الطريق و لو قليلا و لكنه شعر بشيء ما أخذ يحجب عنه ضوء القمر إرتعش جسده فهذه ليست الغيوم بل إنه جسد شخص ما... كادت الدموع تنهمر من عينيه فرغم كل تلك المسافة التي قطعها سقط مجهوده في قاع المحيط حيث لا رجعة. رفع رأسه تدريجيا لتستقبله تلك العينان المخيفتان اللتان لمعتا وسط ظلمة الليل بلون أحمر دموي إبتسم صاحبها لتظهر أنيابه المخيفة ليقول:

_" هل ظننت أنك ستهرب مني؟ "

فأخذ الأخير يترجاه و هو يركع تحت قدميه يكاد يقبلها له:

_" أرجوك أرجوك أرجوك أتوسل إليك إرحمني و لا تقتلني أرجوك "

فتغيرت نظرة الآخر إلى الإنزعاج ليقول:

_" لا تكن حقيرا بهذا الشكل فهذا مخز جدا و يشعرني بالقرف... ظننت بأنني سأحظى بالمتعة في ملاحقتك و الآن تطلب مني المغفرة و الرحمة "

فإنحنى لمستوى طوله أمسكه من ذقنه و رفعه لتظهر ملامح ذلك المتوحش جيدا لذلك الرجل لتتساقط الدموع من عينيه فقد وقع في اليدين الخطأ هذه المرة فهذا الشخص لا قلب له بل إنه أكثر أولائك المتوحشين قسوة و وحشية في معاملة ضحاياه فهو يستمتع بتعذيبهم و سماع صرخاتهم المستنجدة ثم يقضي عليهم بعد أن يفقدوا طاقتهم على الحياة و لا يبقى لهم دافع للصراخ أو طلب النجدة... و بسبب قسوته تلك حتى سكان القصر يخشونه و لا يملكون الجرأة حتى للوقوف أمامه أو المرور من أمام غرفته...

إبتسم بشيطانية بينما يستنشق رائحة الدماء التي تفوح من ضحيته المرعوبة ليقول بإستمتاع شديد:

_" آه !! إنها رائحة رائعة لا أطيق صبرا حتى أتذوق طعم الأدرينالين في دمك "

bloody nights 2Where stories live. Discover now