الفصل 7

1.3K 136 27
                                    

في مستنقع الظلام و اليأس سأنتظرك .... فأنا ملاك الموت الذي سيرافقك الى نهايةحتفك...
تراني اليوم كما الحياة اناصرك و لكنني في النهاية مثلها ساخذلك لأسمح للموت بسرقة روحك البائسة ...
......

كان كارلوس جالس في قاعة العرش في قوة وجبروت يحمل تلك النظرات المتعالية بعد ما عادت اليه ثقته في أن مكانته لن تسلب منه طالما تلك الدمية الصغيره تقف الى جانبه ....
في ثيابه الداكنة و بين يديه صولجانه الملكي ... خلف عرشه يقف زينون بعبائته البيضاء الفريدة من نوعها فهي تختلف كثيرا عن عبائات العرابين العشرة فقد كان تصميمها مختلفا ... بيضاء ذات نقوش سوداء بينما عباءات العرابين سوداء داكنة لا نقش عليها فقط مظلمة كما الليل بلاقمر ...
دخل رجل تلك القاعة بكل اجلال و احترام الى الزعيم القابع على العرش و قبل أن ينطق بحرف سقط بصره على ذلك الواقف في مكان قريب من كارلوس ... احتار قليلا و استغرب فيمن تراه يكون فقد استصعب عليه أن يصدق انه من العرابين العشرة...  فجأة سمع صوت سيده و هو يجيب عن تساؤلاته كأنه قرأ أفكاره:
_" انه تابعي الجديد و الفرد الاخير من العرابين العشرة ... هو مناصري و و المخلص لي "
انهى جملته بثقة عالية لينحني امامه الرجل و يرد عليه:
_" أعذر وقاحتي يا مولاي فانا لم اكن اعلم بان عدد العرابين قد اكتمل و الا ما سمحت لبصري بالنظر بعيدا دون امرك "
هز كارلوس يده بلا اهتمام ثم سأله:
_" اذن ما الجديد "
_" الكونت آمون في طريقه الى العاصمة و أظنه يصل بالغد "
_" جيد "
هذا ما اكتفى بقوله بينما أشار بيده لذلك التابع بان يغادر و حالما تأكد من ابتعاده حدث زينون قائلا:
_" سيعود ليكمل مسرحيته الهزلية التي لم ينهيها يظن بأنني لم أكتشف خداعه و مكره ذلك اللعين "
شد قبضته حتى ابيضت و عيناه أطلقت العنان للونها الدموي المتعطش للانتقام ثم رسم ابتسامه شيطانية على شفتيه و هو يحدث نفسه :
_" و لكن الان انا صارت عندي ورقتي الرابحة و لن اسمح لاحد باستصغاري فأنا زعيم مصاصي الدماء "
رفع يده اليمنى ليتقدم منه زينون خطوة للامام و ينحني باحترام شديد على نصف ركبته و هو يقول:
_" امرك "
فمد كارلوس يده لتحط على رأس زينون و يقول بينما يمررها على قلنسوته ليخلعها فتظهر خصلاته الذهبية ... ليرفع زينون بصىره الى والده و تلك النظرة في عينيه ... نظرة الطاعة و الاحترام كانت كل ما كان ينتظر كارلوس رؤيته في عينيه ليرسم ابتسامه رضى و يقول:
_" انت ستكون درعي الذي يحميني منهم اليس كذلك؟"
_" طبعا جلالتك و الا ما فائدتي في هذه الحياة أن لم اكن عونك و سندك و درعك ... فقط امرني جلالتك و سانفذ دون اي اعتراض "
ضحك كارلوس بجنون و هو يسمع تلك الكلمات هو ابدا لم يستطع كبحها و لم يكن مضطرا لفعل ذلك ففرحته شديدة الان  ...
شعوره لا يوصف ... سعادة تحقيق الحلم الذي ضحيت لاجله بالكثير...الآن صار متأكدا أكثر من ان زينون استحق كل التضحيات التي قام بها لاجله  و انه لم يندم ابدا لايقاظه من سباته طالما هو وفي له لن يفقد السيطرة عليه مطلقا دون أن ينسى عقد الدم الذي شهد عليه القمر الدامي بينهما...
_" أنت بالفعل تستحق أن أدعوك إبني "
فرد عليه زينون بخضوع ليده التي تداعب شعره
_" إنه لشرف عظيم اعتراف جلالتك "
رغم أن زينون قد تغير و هذا كان واضحا جدا ألا أن كارلوس لم يعر ذلك التغير اي اهتمام فالمهم عنده قد تحقق و هو الطاعة المطلقة ...
تناسى تماما أن من نام قبل اربعين عاما كان يتصرف بطفولية شديدة حتى انه لا فرق بينه و بين اي طفل عادي... و لكن بعد تلك الحادثة تغيرت كثير من الامور ...
هو فقط لم يهتم و لا يهتم اصلا هو لا يهتم الا بنفسه و بمكانته التي لا يريد أن يخسرها...
...
صباح اليوم التالي كان كارلوس في اتم الاستعداد لاستقبال آمون و كان زينون كما العادة كما ظله لا يفارقه ابدا ... و كالعادة كان في عباءته البيضاء المميزة ففي النهاية ذلك هو لون زينون المفضل و لا احد يعلم سبب حب الشيطان للون الابيض النقي الطاهر...
دخل القلعة بجبروته و غروره ثم اتخذ عرشه مجلسا له و هو ينتظر وصول تابعه 'الوفي' الخائن ...
لم يطل انتظاره بسبب دخول آمون القاعة انحنى امامه بكل ما حمل من احترام لسيده ثم حياه:
_" سيدي طاب صباحك "
لم يرد عليه كارلوس بشيء ليرفع آمون رأسه و يلاحظ اخيرا الماكث قرب العرش ... تفاجأ كثيرا و استغرب فهو لم يره من قبل و الظاهر بأنه ليس من العرابين العشرة فهو يعرفهم جميعهم ... و الأعظم أنه لم يشعر بوجوده اصلا رغم انه يمتلك القدرة على تحسس وجود الأشخاص من حوله حتى اضعفهم... و لكنه لا يشعر به مطلقا كأنه شبح ما لا يمتلك جسدا و لا قلبا و لا حتى قوة تظهر وجوده ... كما اللاشيء تماما...
ظل بصره متمركزا عليه ليتجرأ أخيرا و يسأل:
_" سيدي رغم معرفتي لهذه القلعة بشكل كبير الا انها تكون المرة الاولى التي ارى فيها هذا الشخص فمن يكون ؟ "
رفع كارلوس يده ليتقدم زينون و يقف الى جانبه ليرد قائلا :
_" أعرفك على تابعي الجديد ... انه الاخير بين العرابين العشرة "
نظر آمون نحو زينون بشك ثم قال :
_" و لما لا يظهر وجهه أهو مشوه؟ "
سأل بسخرية ليرد كارلوس بدلا عن زينون الذي يتخذ الصمت سياسة حتى يسمح له كارلوس بالكلام:
_" ليس من الضروري أن يري وجهه للجميع يكفي أنني أعرفه ام أن لك رأي آخر آمون ؟"
استغرب آمون من لهجة كارلوس الباردة معه ففي العادة يعتبر آمون المفضل من بين العرابين و الاكثرهم قرابة للزعيم و لكنه الان يتحدث معه بذلك البرود كأنه مجرد حثالة من عبيد القلعة...
لم يستطع مواصلة السؤال حول ذلك الشخص الغريب فالظاهر أن كارلوس يريد قطع اي حوار عنه معه...
ابتسم كارلوس ثم سأله آمون بسخرية :
_" لا تبدو مقتنعا الا تثق بسيدك "
و شد على كلمة سيدك كي يذكره بأنه المسيطر و أن يضع ذلك حلقه في اذنه و أن يحذر منه مستقبلا...
انحنى ثانية و رد عليه في انصياع:
_" كيف سأجرأ على ذلك "
امره بالمغادرة بعد أن تناقشا في شأن مهمة آمون الاخيرة و رغم سريتها تحدثا في شأنها امام زينون وهذا ما زاد استغراب آمون و حيرته من كينونة ذلك الغريب و منذ متى كان قريبا لكارلوس لهذا الحد؟
  عاد الى غرفته يفكر فيما حدث اليوم خرج الى الشرفة ليستنشق بعض الهواء النقي فجو القلعة بات يخنقه و يضيق حول عنقه فالآن صار يشك أن كارلوس قد اكتشف امره و بهذا اشتد الحبل حول عنقه اكثر فاكثر....
ايقضه من شروده تلك البومة التي حطت على حافة شرفته تعرف عليها مباشرة تنهد ثم انتقل الى غرفته و كتب ما جال في خاطره من شكوك
(( تغيرت تصرفات الزعيم كثيرا أخشى انه اكتشف امري ... و هناك امر مهم لقد اتخذ تابعا جديدا و هو غامض لدرجة مخيفة لم استطع التعرف عليه فالظاهر أن الزعيم متحفظ جدا من هذه الناحية و لم يعد يليني ثقته كما السابق ))
لف الورقة الصغيرة ثم ربطها بساق تلك البومة لتطير بعيدا نحو وجهتها  ... راقب اثرها حتى اختفت ثم عاد ليحلس ضاما يديه الى رأسه يفكر فيما يخفيه مستقبله له من مفاجأت هذا أن بقي له واحد....
.
.
To be continued

.
أرحو أن الفصل نال اعجابكم 😍😍😘

bloody nights 2Where stories live. Discover now