الفصل 5

1.6K 138 32
                                    

عاد كارلوس إلى القصر ليلا و قد كان الجو هادئا و مخيفا في آن. جال بنظره في المكان فلأول مرة يكون بهذا الهدوء خصوصا ليلا فالحراس يخرجون ليلا للصيد فقط من أجل المتعة و لكن الآن لا صوت و لا حركة... تمعن كارلوس النظر من حوله ليوجه له آمون الذي كان يرافقه الكلام قائلا:

_" كارلوس هذا الهدوء مريب بالفعل "

فنظر نحوه موافقا على كلامه ثم سار آمون بجانب كارلوس بحذر و هو يجوب بنظره في المكان و لكن كارلوس ظل يسير بهدوء محافظا على هدوءه ففي النهاية هو يكون زعيم مصاصي الدماء الحالي و لا احد يجرأ على الهجوم عليه... دخلا معا القصر لتعترضهما رائحة قوية فاحت في المكان كانت في العادة تثير غرائزهم و تفتح شهيتهم و لكنها الآن بثت في جسديهما القلق و التوتر... هذه كانت رائحة الدماء القوية و كانت مختلطة كذلك لم تكن رائحة دماء واحدة بل كانت كثيرة و منها رائحة دماء الحراس أنفسهم. أخذ كارلوس يركض بجنون متجها إلى غرفة معينة بعد أن أخذ القلق يلتهم روحه على إبنه زينون و لكنه فتح باب الغرفة ليجدها خاوية تماما... إستوقفه آمون بقلق و هو يقول:

_" إهدأ يا كارلوس سوف أستعمل قوتي للبحث عن أي جسم حي هنا لا تركض بهذا الشكل فقد يكون العدو في مكان ما ينتظر الفرصة المناسبة للإنقضاض علينا "

فصرخ فيه كارلوس بغضب:

_" من الذي يجرأ على الهجوم على قصر زعيم مصاصي الدماء كارلوس من تراه يكون هذا الأحمق... أقسم بأنني سأمزق جسده بطريقة لن يجد أحد جميع قطعها ليدفنها في مكان واحد "

توقف آمون لبعض الوقت يتمعن في المكان من حوله يبحث عن أي جسم حي في القصر ليجده أخيرا في القاعة الكبرى حالما أخبر كارلوس بالمكان رآه يهرع إلى هناك بلا حذر فلحقه بدهشة. أخذ يقترب من القاعة الكبرى و كلما نقصت المسافة كان يسمع صوتا غريبا قادما منها, دخلها بسرعة ليرى ذلك المشهد الشنيع أمام مقلتيه... الجثث مرمية في كل مكان و الدماء تلطخ الجدران و برك منها تشكلت على الأرض أسفل تلك القطع البشرية أصابع و أعضاء مرمية في كل مكان و من قام بهذا كان يتصف بالطبع بالوحشية المطلقة...

جال بنظره في المكان ليرى ذلك الجسد الوحيد السليم بينهم و الذي لم يتمزق إلى أشلاء بل كان قطعة واحدة... كان جالسا في زاوية القاعة و صوت مثل الأنين يخرج من بين شفتيه المختبأتين خلف خصلات شعره الصفراء التي تنسدل على ذراعيه القابضتين على ركبتيه... و ثيابه البيضاء كانت معروفة كذلك إنها الثياب التي يفضلها الطفل زينون فهو لا يرتدي لونا غير الأبيض كأنه بلباس ذلك اللون سيغير من حقيقته المظلمة المجنونة المتعطشة للدماء و التعذيب...

إقترب منه كارلوس بحذر بينما يناديه بقلق:

_" ز... زينون... طفلي زينون "

bloody nights 2Where stories live. Discover now